|


بدر السعيد
آسيا.. واختبار القدرات
2020-02-09
قبل أن يحقق ريال مدريد رباعيته الأخيرة في كؤوس دوري الأبطال.. أقول- قبل أن يحقق ذلك- كان لسنوات عديدة عنصرًا ثابتًا في الأدوار الإقصائية ومنافسًا شرسًا له شخصيته وحضوره وقيمته في البطولة خاسرًا كان أو رابحًا ناهيك عن كونه زعيم أوروبا بعدد المرات قبل أن يحقق العاشرة والثلاثية “الزيدانية” الشهيرة.. وهي مواصفات لا تحضر إلا في الفرق الكبيرة على مستوى القارات تمامًا كما يفعل الريال مع بطولة القارة.
وطالما أن الحديث عن بطولة القارة فإني لا أتصور أن هناك بطولة أقوى من بطولة القارة- أي قارة- بكل ما تحمله من صعوبات واشتراطات فنية عالية المعايير.. لا أعني بذلك صعوبة تحقيقها فحسب بل حتى صعوبة الحضور اللافت والمؤثر و”الدائم” خلالها.
وفي قارتنا تحضر البطولة الآسيوية بشكلها وقيمتها وأهميتها البالغة لدى جميع دول القارة.. في قارتنا يعود موعد دوري الأبطال فتعود معه الأماني.. ويعود معها كثيرون ممن تغنوا ولا يزالون يتغنون بالآسيوية.. وأكثر منهم أولئك الذين يتمنونها ولو لنسخة واحدة تصنع لتاريخهم قيمة إضافية لا يمكن إهمالها أو تجاوزها.. لكن ذلك متوقف على توفيق الله أولًا ثم الخبرة والجدية والاستعداد الذهني والمالي والبدني التام لمعتركات القارة وما أكثرها.
ومع فبراير الجاري ستعود آسيا مع دوري المجموعات.. ستعود وكلنا شغف لهذه العودة كوننا كسعوديين نحمل نسختها الماضية ونأمل في مضاعفة عدد مرات تحقيقها.. ستعود آسيا وسيعود معها الاختبار الحقيقي للجاهزية إذ إن الدوريات المحلية- مهما ارتفعت قيمتها الفنية- إلا أنها لا تصل إلى قيمة وأهمية بطولات القارات حول العالم.
يوم غدٍ الإثنين سينطلق دوري المجموعات وستنطلق معه كل الرغبات والهواجس والأمنيات.. وستنطلق معه مؤشرات قياس القدرة والجاهزية إذ إن فرساننا الأربعة سيكونون في اختبار حقيقي للقدرات على المستويين المحلي والقاري وسيشاهد الجميع بكل تجرد من هم القادرون على الثبات في المنافسة والبقاء إلى أعلى مستوى تنافسي اعتبارًا من التأهل إلى دور الستة عشر وحتى الوصول إلى النهائي ومنصة التتويج.. وهنا فقط يحق لنا أن نقرأ بكل تجرد حالة الفرق وقيمتها الفنية داخل الملعب بعيدًا عن حضورها الإعلامي الذي لا يقدم ولا يؤخر في سلم الإنجازات وتاريخ البطولات.. فالعطاء داخل الملعب هو ما سيخلده التاريخ وتحتفظ به ذاكرة العقلاء.
ومع فبراير نعود فنمني النفس بتكرار الانتصارات السعودية والاحتفاظ بلقب القارة وقبل ذلك كله ندعو الله أن نكون من الموفقين.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..