|


د. حافظ المدلج
الإعلام الإيجابي
2020-02-14
تواصل معي كثيرون بعد مقالي السابق عن “التنمر الإعلامي”، يؤيد غالبيتهم وجود الظاهرة التي تؤثر سلباً على واقعنا الرياضي وتحجب بعض الأصوات المميزة أو تغيب الرأي الآخر، وفي ذات السياق كانت المطالبة بتقديم الحلول بدل الاكتفاء بعرض المشكلة، وكان عذري أن مساحة المقال لا تكفي لعرض الحل المتمثل في تشجيع ودعم “الإعلام الإيجابي”.
المتابع للساحة الإعلامية الرياضية بكافة وسائلها التقليدية والحديثة، يلحظ أن الفضاء يفتح أكثر لأصحاب الصوت العالي وصنّاع الإثارة، ويرجع السبب الأول في رأيي المتواضع لتزايد أهمية “الإعلام الرقمي” الذي أصبح يقدم أدلة دقيقة على حجم المتابعة والتفاعل، ولكنه لا يملك ذات الدقة في تحديد حجم التأثير على المدى البعيد، فعدد المشاهدات وإعادة التغريد وغيرها من أرقام التفاعل لا تعني بالضرورة ارتباط زيادة تلك الأرقام مع “الإعلام الإيجابي”.
بل على العكس من ذلك يغلب على مجتمعنا الرياضي التركيز على السلبيات والمسارعة بالقفز على الأخطاء والمبالغة في النقد، فحين يظهر الإعلامي المميز في جميع الوسائل بطرح إيجابي مركز يعجب الغالبية لكنهم لا يبادرون بالتعليق أو المشاركة، بينما حين يخطئ يتسابق الكثيرون على تفنيد الخطأ والرد عليه، ولذلك يخفت ضوء “الإعلام الإيجابي”.
مسؤولية الجميع وفي مقدمتهم وزارة الإعلام والهيئة العامة للرياضة واتحاد الإعلام الرياضي تعزيز الظهور الإيجابي في الإعلام الرياضي السعودي الذي يتابعه الجميع، ففي زمن العولمة والمعلومة والإعلام أصبح العالم قرية كونية صغيرة لا يخفى فيها شيء، والخيار لنا في الصورة التي نرسمها في أذهان العالم، والأمل كبير أن نختار صور “الإعلام الإيجابي”.

تغريدة tweet:
“الكلمة أمانة” وتلك مسؤولية كبيرة عرضها الله سبحانه على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وجاء الإعلامي السعودي وحمل “أمانة” التأثير على أذهان الجماهير فمنهم من ينشر الوعي والمعلومة الصادقة وفيهم من يذكي نار التعصب ويضلل الرأي العام، والإعلام الرياضي “أمانة” في تقديم الرياضة السعودية للعالم كواجهة حضارية للسعودية العظمى، وعلى الإعلامي أن يختار صورة الوطن التي يرغب تقديمها للمتابعين في كل مكان، فاليوم يتابع النشاط الرياضي والترفيهي السعودي في كل أنحاء العالم وبمختلف اللغات، وأملنا كبير أن نتعاون في تقديم الصورة الحقيقية لهذا الوطن الجميل المتوثب المتجدد وفق رؤية 2030، وعلى منصات الإعلام الإيجابي نلتقي.