منذ ثلاثة أيام وأنا أشرب الحبوب والأدوية المسكنة للآلام، ألم الأسنان يزورني في أي وقت يشاء، حتى عند الخامسة صباحاً، يعرف بأنني أخاف من زيارة طبيب الأسنان فيتمادى، لا تصلح قراءة ما أكتبه الآن في الصباح، هل قلت أخاف؟ اعتراف مبكر جداً، خططت لإخفائه حتى نهاية المقال وحتى أستنفد كل التبريرات، وطالما أنني اعترفت مبكراً فلا بد أن أكشف سبب هذا الخوف.
يقال إن ما تخشى منه وأنت رجل كبير له مسببات تعود إلى سنوات ماضية، قد تكون في طفولتك، أذكر جيداً عندما أخذني عمي إلى طبيب الأسنان، كنت في التاسعة على ما أعتقد، جلست على الكرسي ونظر الطبيب نحو الضرس الذي أشكو منه، تحدث الطبيب مع عمي قليلاً ثم شاهدت عمي وهو يغمز بعينه اليمنى نحوه، أحضر الطبيب كماشة فقام عمي بالإمساك بيديّ، ثم بدأ الطبيب بقلع الضرس دون تخدير، كلما صرخت من الألم زاد عمي من الضغط على يديّ وتثبيتهما، لا أذكر تحديداً كم استمر العذاب لكنه لا يقل عن نصف ساعة خسرت خلالها كل دموعي وتقطعت كل حبالي الصوتية، خرجت من عند الطبيب ما تبقى من دمع يملأ عيني متجهاً مع عمي نحو السيارة، أثناء سيرنا كانت هناك سيارة تخرج من الموقف، كنت خلفها عندما قرر السائق بالتحرك، صدمتني صدمة تبدو خفيفة لكنها أشعرتني بقوة الحديد عندما يصيب جسد الإنسان، هكذا كنت أسير واضعاً يداً على فمي، والأخرى في فخذي المصدوم، يا لها من ليلة بكائية، منذ ذلك اليوم وأنا أخشى زيارة طبيب الأسنان، لا أذهب إليه إلا بعد أن تهزمني الآلام فأعلن استسلامي وأجلس على كرسي الطبيب كالأسير، ومنذ تلك الليلة وأنا لا أمشي خلف السيارات حتى وهي ساكنة في مواقفها، كان عمي محباً لي وكريماً، أذكر تلك الألعاب التي أحضرها من أجلي، الدراجة الهوائية، الملابس الرياضية، الحلوى، شوكولاتة على هيئة أرنب، ملابس العيد، ملابس المدرسة، لكنني لم أنس تآمره مع طبيب الأسنان، لم تشفع له كل الأموال التي أخذتها منه وكل تلك الرحلات البرية والبحرية، عندما كبرت لم أشأ أن أعاتبه، أنظر إليه بمحبة وحنان، وأشعر بالامتنان نحوه ونحو عاطفته تجاهي، نظرته المحبة وأنا مقبل عليه، ابتسامته وسعادته عندما يراني ضاحكاً، عمي العزيز.. أحبك كثيراً.. لكنني لم أنس..
يقال إن ما تخشى منه وأنت رجل كبير له مسببات تعود إلى سنوات ماضية، قد تكون في طفولتك، أذكر جيداً عندما أخذني عمي إلى طبيب الأسنان، كنت في التاسعة على ما أعتقد، جلست على الكرسي ونظر الطبيب نحو الضرس الذي أشكو منه، تحدث الطبيب مع عمي قليلاً ثم شاهدت عمي وهو يغمز بعينه اليمنى نحوه، أحضر الطبيب كماشة فقام عمي بالإمساك بيديّ، ثم بدأ الطبيب بقلع الضرس دون تخدير، كلما صرخت من الألم زاد عمي من الضغط على يديّ وتثبيتهما، لا أذكر تحديداً كم استمر العذاب لكنه لا يقل عن نصف ساعة خسرت خلالها كل دموعي وتقطعت كل حبالي الصوتية، خرجت من عند الطبيب ما تبقى من دمع يملأ عيني متجهاً مع عمي نحو السيارة، أثناء سيرنا كانت هناك سيارة تخرج من الموقف، كنت خلفها عندما قرر السائق بالتحرك، صدمتني صدمة تبدو خفيفة لكنها أشعرتني بقوة الحديد عندما يصيب جسد الإنسان، هكذا كنت أسير واضعاً يداً على فمي، والأخرى في فخذي المصدوم، يا لها من ليلة بكائية، منذ ذلك اليوم وأنا أخشى زيارة طبيب الأسنان، لا أذهب إليه إلا بعد أن تهزمني الآلام فأعلن استسلامي وأجلس على كرسي الطبيب كالأسير، ومنذ تلك الليلة وأنا لا أمشي خلف السيارات حتى وهي ساكنة في مواقفها، كان عمي محباً لي وكريماً، أذكر تلك الألعاب التي أحضرها من أجلي، الدراجة الهوائية، الملابس الرياضية، الحلوى، شوكولاتة على هيئة أرنب، ملابس العيد، ملابس المدرسة، لكنني لم أنس تآمره مع طبيب الأسنان، لم تشفع له كل الأموال التي أخذتها منه وكل تلك الرحلات البرية والبحرية، عندما كبرت لم أشأ أن أعاتبه، أنظر إليه بمحبة وحنان، وأشعر بالامتنان نحوه ونحو عاطفته تجاهي، نظرته المحبة وأنا مقبل عليه، ابتسامته وسعادته عندما يراني ضاحكاً، عمي العزيز.. أحبك كثيراً.. لكنني لم أنس..