أحمد الحامد⁩
حرب الدراسات
2020-02-15
كثرت مراكز الأبحاث وزادت معها الدراسات العلمية، ولأنها علمية كان لها وقع محترم لدى المستمع، لكن كثرتها وتضاربها مع بعضها بعضًا أفقداها تلك الهيبة التي تمتعت بها سنوات طويلة.
قبل مدة قرأت دراسة تقول إن العلماء أجروا أبحاثهم على قمامة الإنسان لدراسة حالته النفسية.. ورغم أني كتبت هذا المثال متهكماً إلا أنني اكتشفت وأنا أكتب الآن صحة تجربتهم هذه، كونها تكشف الحالة المادية أيضاً، لا أظن رجلاً ليست لديه قمامة يعيش بسعادة كونه مفلساً لم يستطع شراء شيء يرمي بقيته. ورغم أني قرأت دراسات كثيرة عن القهوة، إلا أنني لا أعرف حتى الآن هل هي مفيدة لصحة الإنسان أم مضرة، بعض الدراسات قالت إنها مفيدة وبعضها تحدثت عن آثارها السلبية، هل يتنافس تجار القهوة وتجار الشاي فيما بينهم فيشنون حملات ضد بعضهم بعضًا من خلال هذه الدراسات؟
اعتمد بعضهم على جنسية الدراسة حتى يعطيها المصداقية، فقول إن هذه الدراسة بريطانية يختلف عن قول إنها دراسة ليبيرية، لكن الدراسات البريطانية لم تعد مهيبة كما كانت، قد يكون بعضهم قد ألصق بها بعض الدراسات المضحكة فأساءت لسمعتها، أظن أن امرأة حاولت الانتقام من زوجها ومن تصرفاته الطائشة فنشرت دراسة تقول إنها بريطانية تظهر أن الرجال أكثر ميلاً للمخاطرة لأنهم أغبياء.
لكن النساء لم يتوقفن في مهاجمة الرجال في دراساتهن، كانت بينهن حروبهن الأهلية أيضاً، النساء البدينات احتفلن بدراسة أمريكية تقول إن المرأة السمينة أكثر ذكاءً من المرأة النحيفة، لم تذكر الدراسة مصير ذكاء المرأة السمينة إذا ما أنقصت من وزنها وأصبحت نحيفة، لم تقف المرأة القصيرة مكتوفة الأيدي وهي تشاهد عارضات الأزياء بطولهن الفارع وصورهن تملأ إعلانات الموضة، من المحتمل أن امرأة قصيرة تقف وراء دراسة بريطانية تقول إن المرأة القصيرة أكثر أنوثة وجذباً للرجل من المرأة الطويلة، وذلك لأن التكوين الجسماني للمرأة القصيرة يشعر الرجل بالقوة والقدرة على احتوائها، الزوجات النكديات سعدن بدراسة قد تكون خلفها امرأة نكدية أيضاً، تقول الدراسة إن الزوجة الكتومة معرضة للموت أكثر من الزوجة النكدية، لأن النكدية أكثر تعبيراً عن مشاعرها، وهذا ما يجب أن يتفهمه الرجل.