|


طلال الحمود
كورونا الاتحاد
2020-02-15
اعتاد الشارع السعودي على القضايا الطارئة التي تشكل مزاج المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي، وغالباً ما يستمر طرح قضية بعينها لشهر أو شهرين قبل أن تختفي لتحل في مكانها قضية أخرى ذات مضمون مختلف، غير أن الحديث الذي مازال يسيطر منذ بدء العام الجديد، لا يخلو من النقاش حول انتشار مرض كورونا، أو هزائم الاتحاد المتوالية، ومهما تحدث الناس طويلاً عن ترامب وسليماني وبرنامج سكني، إلا أن الاتحاد وكورونا ثابتان وبقية القضايا تأتي وتذهب.
تبدو قضية الاتحاد صغيرة مقارنة بمصائب وأحداث العالم، ولكن ما يعزز تواجدها في المجالس أنها لا تخلو من الغرابة والطرافة والغموض، إذ يتولى إدارة شؤون النادي ثلاثة أشخاص لا يحظون بشعبية بين اللاعبين ولا المشجعين، وربما حتى المسؤولين، ومع هذا لا يفكر هؤلاء الثلاثة بالاستقالة، وفي المقابل لم يظهر أحد من محبي الاتحاد رغبة في الترشح لرئاسة النادي، وكأن ما يثار عن الأزمة لا يتعدى مرحلة “السوالف” في المجالس والمنصات الإلكترونية.
الأدهى أن هذه الإدارة أعادت الاتحاد إلى دوامة الديون، بسبب تأخرها في دفع رواتب اللاعبين الأجانب الذين توالى هروبهم تمهيداً للمطالبة بكامل قيمة عقودهم، علماً أن هذه الرواتب يتم سدادها من موازنة هيئة الرياضة، ولو كانت الأخيرة تأخرت في تحويل الرواتب لهرب أغلب المحترفين الأجانب في بقية الأندية، وفي المقابل لا يمكن تصديق أن الهيئة تتعمد تأخير مستحقات لاعبي الاتحاد وتحميله الديون، إلا بدليل لا يرقى إلى الشك.
بات حال الاتحاد يثير الجدل لاعتبار أن ما يتعرض له أشبه بلغز يبعث على الفضول، خاصة مع قرارات إدارة الثلاثي العجيب، بدءاً من استهداف التعاقد مع اللاعبين العواجيز والعاطلين ومن في حكمهم من المدربين، ومروراً بالتخلص من عناصر القوة في الفريق بإبعاد لاعبين مثل رودريغيز وسانوغو وداكوستا، إما بتأخير الرواتب أو بافتعال مشكلة طرفها المدرب، وانتهاءً بتعاقدات على طريقة “حاطب الليل” ما أدى إلى تكديس اللاعبين المحليين أصحاب القدرات المتواضعة بطريقة ستجلب مزيداً من الصداع للإدارات المقبلة.
أغلب الظن أن معاناة الاتحاد ستتواصل و”سالفته” ستبقى ضمن الـ”توب تن” في المجالس، وغالباً سينتهي الحديث عن كورونا وما يأتي بعدها من فيروسات، دون أن يجد الاتحاديون حلاً لهذه الألغاز ولا من يقف خلفها. ولعل ما زاد الطين بلة أن مصيبة النادي الغريق لا تجد التفاتة من هيئة الرياضة ولو على سبيل المتابعة والتقصي عن طريقة تسيير الأمور في الاتحاد.