التقنية تتيح الآن الدراسة عن بعد، بإمكان الطالب الانضمام إلى الجامعة أو المعهد وهو يعيش في مكان بعيد عن المقر التعليمي، أتيحت هذه الخدمة لجميع الطلبة، خصوصاً للذين أخذتهم مشاغل وظروف الحياة بعيداً عن مقاعد الدراسة، تقنية اليوم سهلت التحصيل الدراسي، وبدأت في تغيير الطريقة التقليدية المعتادة.
وقد يهجر الطلبة مستقبلاً صفوفهم المدرسية، ويكتفون بالحضور عبر الإنترنت وهم يجلسون في بيوتهم، كما أنهم سيتمكنون من تقديم الاختبارات من دون حضور المراقبين، يكفي متابعة الطالب خلال الشاشة المتصلة بالإنترنت، ورغم أنني أعتبر الطريقة التي درست فيها طريقة تقليدية، إلا أنها تبدو متقدمة قياسًا بطرق التدريس القديمة، أقرأ هذه الأيام مذكرات أحمد أمين التي تحدث فيها عن حياته وأسرته والتعليم الأزهري القاسي الذي يمتد إلى 20 عاماً وأكثر، ويعتمد في الكثير من جوانبه على الحفظ، توقفت عند ما كتبه واصفاً طريقة الاختبار الذي تقدم إليه وما تعرض له أثناءه من إصابات جسدية لا تصدق، أقتبس لكم هذه الأسطر وأعتذر عن طولها، لكنها توضح ما كان يتعرض له الطالب الأزهري أثناء تقديمه للاختبار “كان يوماً أيوم يوم أديت هذا الامتحان، فقد جلس هؤلاء الأساتذة الستة أو السبعة على الأرائك متكئين، وفرشت لي فروة على الأرض، جلست عليها متربعاً وبدأت أقرأ في الكتاب الأول وأشرح جوهر الموضوع شرحًا صحيحًا، ولكن سرعان ما انهالت عليّ الأسئلة من كل جانب فأجيب حينًا وأعرق حيناً، وأذكر من هذه الأسئلة أن المؤلف لما قال أي ولم يقل أعني، فلم أحر جوابًا وهكذا، وجلست هذه الجلسة على الفروة ست ساعات متواليات، لا تتخللها راحة ولا شرب كوب ماء، كل من الممتحنين يخرج من حين إلى آخر يتمشى ويتروض ومن حين إلى آخر تقدم لهم القهوة والليمون ولا يقدم لي شيء، وأخيرًا أفرج عني وسمح لي بالخروج، فلما حاولت القيام لم أستطع أن أمد رجلي ولا أعدل قامتي، وأخذت في ذلك زمنًا طويلاً حتى عرفت كيف أقوم وكيف أمشي ولم أدرِ كيف ذهبت إلى بيتي!”، الحمد لله أنني لم أدرس في زمن أحمد أمين، أحسست بسهولة طرق التعليم الذي حصلت عليه أمام ما كتبه أحمد أمين، وستشعر الأجيال القادمة بنفس الشعور عندما تسهل طرق تدريسهم أكثر.
وقد يهجر الطلبة مستقبلاً صفوفهم المدرسية، ويكتفون بالحضور عبر الإنترنت وهم يجلسون في بيوتهم، كما أنهم سيتمكنون من تقديم الاختبارات من دون حضور المراقبين، يكفي متابعة الطالب خلال الشاشة المتصلة بالإنترنت، ورغم أنني أعتبر الطريقة التي درست فيها طريقة تقليدية، إلا أنها تبدو متقدمة قياسًا بطرق التدريس القديمة، أقرأ هذه الأيام مذكرات أحمد أمين التي تحدث فيها عن حياته وأسرته والتعليم الأزهري القاسي الذي يمتد إلى 20 عاماً وأكثر، ويعتمد في الكثير من جوانبه على الحفظ، توقفت عند ما كتبه واصفاً طريقة الاختبار الذي تقدم إليه وما تعرض له أثناءه من إصابات جسدية لا تصدق، أقتبس لكم هذه الأسطر وأعتذر عن طولها، لكنها توضح ما كان يتعرض له الطالب الأزهري أثناء تقديمه للاختبار “كان يوماً أيوم يوم أديت هذا الامتحان، فقد جلس هؤلاء الأساتذة الستة أو السبعة على الأرائك متكئين، وفرشت لي فروة على الأرض، جلست عليها متربعاً وبدأت أقرأ في الكتاب الأول وأشرح جوهر الموضوع شرحًا صحيحًا، ولكن سرعان ما انهالت عليّ الأسئلة من كل جانب فأجيب حينًا وأعرق حيناً، وأذكر من هذه الأسئلة أن المؤلف لما قال أي ولم يقل أعني، فلم أحر جوابًا وهكذا، وجلست هذه الجلسة على الفروة ست ساعات متواليات، لا تتخللها راحة ولا شرب كوب ماء، كل من الممتحنين يخرج من حين إلى آخر يتمشى ويتروض ومن حين إلى آخر تقدم لهم القهوة والليمون ولا يقدم لي شيء، وأخيرًا أفرج عني وسمح لي بالخروج، فلما حاولت القيام لم أستطع أن أمد رجلي ولا أعدل قامتي، وأخذت في ذلك زمنًا طويلاً حتى عرفت كيف أقوم وكيف أمشي ولم أدرِ كيف ذهبت إلى بيتي!”، الحمد لله أنني لم أدرس في زمن أحمد أمين، أحسست بسهولة طرق التعليم الذي حصلت عليه أمام ما كتبه أحمد أمين، وستشعر الأجيال القادمة بنفس الشعور عندما تسهل طرق تدريسهم أكثر.