الوصول إلى المطار قبل موعد الرحلة بساعتين على الأقل، كما أن المسافر عبر القطار يستطيع رؤية المناظر من الشباك عن قرب ودون الحاجة لربط الأحزمة والتقيد بكل التعليمات على متن الطائرة، هكذا إذن حسمت لكم المقارنة وبكل هذه السرعة بين القطار والطائرة، الإنجليزي جورج ستيفنسون أطلق أول قاطرة بخارية العام 1814، ثم أنشأ في العام 1825 أول سكة حديدية في العالم تربط ما بين مدينتين إنجليزيتين، أعتقد أن جورج كان يعلم تماماً بأنه يقدم خدمة للإنسانية من جميع النواحي الاقتصادية والطبية والاجتماعية.
ولا أعلم إن فكر بأن منجزه هذا سيكون له طابع رومانسي عندما يستقله أولئك الذين يحولون كل شيء إلى حكايا وروايات وقصائد شعر ولوحات فنية، وأن قطاره سيصبح كلمة تتكرر في صفحات الكتب، وأن محطاته ستصبح عناوين لروايات وأغنيات، يقول كافكا إن الكثير مما كتبه كان القطار شريكاً فيه، ما إن يستقل القطار حتى تتوارد الأفكار، أجاثا كريستي جعلت من قطار الشرق السريع مسرحاً لإحدى ألغازها.
لم يتأخر العرب كثيراً في استخدام القطار، أنشئت أول سكة في القاهرة العام 1852 ثم انتشر القطار في المنطقة، لكن المنطقة لم تسمح حالتها بالتعامل مع القطار كملهم للروايات والقصائد، راحت بعض الجماعات المنظمة تفجر سكك القطار انتقاماً من المحتل ولتعطيل أعماله، وما إن هدأت الأوضاع حتى ظهر الرومانسيون وبدأ القطار يأخذ مكانته الطبيعية، غنى له محمد عبدالوهاب:
يا وابور قولي رايح على فين
يا وابور قولي وسافرت منين
عمال تجري قبلي وبحري
تنزل وادي تطلع كوبري
العراقيون أسياد الحزن والبكاء، قد يكون اكتشافهم الأول للكتابة سببًا في ذلك عندما عبروا عن مشاعرهم مبكراً عن باقي سكان الأرض، لم يصبر مظفر النواب وهو يرى هدير “الريل” كما يسميه العراقيون باسمه الإنجليزي، فترك مفرداته الفصيحة وجلس على مقعد القطار وهو يخترق الريف ليكتب:
مرينا بيكم حمد
واحنا بقطار الليل
واسمعنا دق إقهوه
وشمينا ريحة هيل
ولا أعلم إن فكر بأن منجزه هذا سيكون له طابع رومانسي عندما يستقله أولئك الذين يحولون كل شيء إلى حكايا وروايات وقصائد شعر ولوحات فنية، وأن قطاره سيصبح كلمة تتكرر في صفحات الكتب، وأن محطاته ستصبح عناوين لروايات وأغنيات، يقول كافكا إن الكثير مما كتبه كان القطار شريكاً فيه، ما إن يستقل القطار حتى تتوارد الأفكار، أجاثا كريستي جعلت من قطار الشرق السريع مسرحاً لإحدى ألغازها.
لم يتأخر العرب كثيراً في استخدام القطار، أنشئت أول سكة في القاهرة العام 1852 ثم انتشر القطار في المنطقة، لكن المنطقة لم تسمح حالتها بالتعامل مع القطار كملهم للروايات والقصائد، راحت بعض الجماعات المنظمة تفجر سكك القطار انتقاماً من المحتل ولتعطيل أعماله، وما إن هدأت الأوضاع حتى ظهر الرومانسيون وبدأ القطار يأخذ مكانته الطبيعية، غنى له محمد عبدالوهاب:
يا وابور قولي رايح على فين
يا وابور قولي وسافرت منين
عمال تجري قبلي وبحري
تنزل وادي تطلع كوبري
العراقيون أسياد الحزن والبكاء، قد يكون اكتشافهم الأول للكتابة سببًا في ذلك عندما عبروا عن مشاعرهم مبكراً عن باقي سكان الأرض، لم يصبر مظفر النواب وهو يرى هدير “الريل” كما يسميه العراقيون باسمه الإنجليزي، فترك مفرداته الفصيحة وجلس على مقعد القطار وهو يخترق الريف ليكتب:
مرينا بيكم حمد
واحنا بقطار الليل
واسمعنا دق إقهوه
وشمينا ريحة هيل
