|


تركي السهلي
لقطة الاحتراف
2020-02-22
لا يمكن فصل بناء الشهرة عن صناعة النجم، وكلاهما مرتبط ببعضهما في كل الرياضات والفنون، ولا إغفال للمال في كل المراحل. وكرة القدم ميدان هائل لذلك، فلاعب مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو أمضى سنوات من اللعب وتكوين حياته المختلفة، ولاحقته كل وسائل الإعلام حينما انطلق من إنجلترا وبلوغه الذروة في إسبانيا.
وجنى الأرباح والرواج من التلفزيون والإعلان. وفي إيطاليا بات ما يتقاضاه النجم الشهير من إنستجرام ضعف راتبه السنوي من ناديه يوفنتوس، حيث يتقاضى عبر المنصة الإلكترونية 47.8 مليون دولار، بينما أجره عن ممارسة اللعب 34 مليون دولار أمريكي. هكذا هو الطريق الطويل لا توقف فيه ولا راحة إلا مع نهايته. وحتى مع التوقف وتحوّل المسار يستطيع النجم الرياضي البقاء في دائرة المال والشهرة كحال الإنجليزي ديفيد بيكهام الذي يربح أكثر من 10 ملايين دولار في العام الواحد وهو المغادر عالم اللعبة الشعبية الأولى في العالم منذ عقد من الزمان تقريباً. تُرى ما الذي يمنع من وجود حالات مشابهة لعالم المشاهير لدينا؟
أُتابع أحياناً حسابات نجوم اللعبة في السعودية عبر منصات التواصل الاجتماعي وتبادل الصور، ولا أجد إلا مقاطع جامدة وابتسامات باهتة ومحتوى فارغًا لا قيمة له، على الرغم من أن حسابات بعضهم قد تتحول إلى مصدر آخر من دخل النجم ورواجه أيضاً من خلال الأرقام الجيّدة للمتابعة. ومعظم لاعبينا يفضّلون “سناب شات” وكل ما يطرحونه عبره مجرد يوميّات باردة لا محتوى لها ولا هدف منها ولا جاذبية تسويقية فيها. وبالنظر إلى كُل ما يطرح عبر المنصّات من ترويج، فإن اللاعب السعودي خارج المعادلة تماماً، ولا أثر له على الإطلاق، تاركاً المساحة لغيره من الأشخاص العاديين، ومُبعداً عنه كل الشركات والمؤسسات الباحثة عن إشهار سلعها ومنتجاتها.
ويميل معظم الممارسين للعبة لدينا الذين يلعبون في أندية كبيرة إلى تسويق ذواتهم كأشخاص أكثر من تقديم أنفسهم كنجوم إعلان ومال، وينتهج الأغلب وضع صور ساذجة بملابس غريبة وقصات شعر غير مناسبة وحركات كاميرا مصطنعة في غياب تام للقطة الاحتراف.
وساهم استثمار بعض اللاعبين في المجالات الآمنة كقطاع العقار والمطاعم في السير على ذات النهج من قبل الآخرين، والعزوف عن التفكير في الاستفادة من أدوات العصر الجديد وعن تنويع مصادر الدخل.
وبمراجعة النماذج كان بإمكان نجم مثل ياسر القحطاني أن يتحوّل إلى شهير في المال بما يمتلكه من شكل وذكاء اجتماعي، لكنه انشغل بأمور أخرى.