الناقد كان يتحدث أو يكتب عن نادي “سين” بموضوعية أو انحياز فاضح، زميله الناقد الآخر لا يرد عليه من خلال محور الموضوع ولا يذكر له خطأه، لكنه يذهب للهجوم على النادي “جيم” الذي يعلم أو يظن أن الناقد يميل إليه، وفي كلتا الحالتين الناديان “سين” و”جيم” كانا ضحية لهما.
الناقدان يمرران كل ذلك ويذهبان إلى مواضيع أخرى بكل راحة ضمير، يتبادلان الابتسام هما لا يريدان أن يخسرا علاقتهما ولا أجورهما، أما الناديان الضحية فهما ليسا من اهتماماتهما إلا من خلال التظاهر أمام المتلقين، يحصل أن يختلفا ويكرها بعضهما بعضا، لكن ذلك في الغالب ليس سببه اختلاف الرأي أو الميول.
صحيح يوجد من بين النقاد من يبنون علاقتهم ببعضهم على خلفية الميول المشتركة، أو التضامن المؤقت، لكن قد يختلفون حين تتباعد بينهم المصالح، وآخر يقف موسم ضد الإدارة بحجة تصحيح أخطائها، لكنه في الموسم الذي يليه يقف مع الإدارة الجديدة بالرغم من أن الأخطاء كما هي، الحقيقة كان حينها يريد أن يوجد له مكان لكن تم تجاهله، وهو اليوم يرى أن فرصته أفضل لذا هو يحاول.
ليس هناك ناقد بريء من انحيازه لرأيه ثم ميوله، من خلالهما يرى الأشياء أحيانا، يعلم أن عواطفه هي من تسيره، يكذبها يحاول أن يقنع نفسه أن عقله لا عاطفته من يقوده للتحليل والاستنتاج، المسألة تعتمد على مستوى وعيه، هناك من هو مؤمن أشد الإيمان أنه على حق برغم بجاحة كذبه وتسويقه لها، وآخر بدأ يشك في صدقه لأنه يرى أن مساحة الاقتناع برواية الكذاب هي من تنجح في استمالة العقول.
كيف للناقد أن ينجر للإساءة لنادي “صاد” لمجرد أن استفزه الناقد الذي يقود الدفاع عن “صاد”؟ وهل يعتقد إن فعل ذلك أن الجمهور المتلقي سيراعي ثنائية صراع الناقدين ويتسامح عن الإساءة لناديه، بدعوى أن الناقد كان في موقف دفاع عن النفس، ما دخل “صاد” و “ضاد” فيما بين الناقدين؟ ولماذا لا يتواجهان بعيدًا عنهما بدل الاحتماء خلفهما طمعًا في حماية الجمهور لهما وانقسامهم حولهما وعلى حساب ما طال الناديين من إساءات وافتراءات.
حرية الرأي والاستقلالية يفقدهما الناقد إذا كان ما يطرحه يتكئ على ما تمليه العاطفة أو الرغبة في الانتقام، الحرية والاستقلالية كل لا يتجزأ وقد كبلتهما العاطفة ولم يعد الناقد حرًّا ولا مستقلًّا إلا في ظنه أو ادعائه.
الناقدان يمرران كل ذلك ويذهبان إلى مواضيع أخرى بكل راحة ضمير، يتبادلان الابتسام هما لا يريدان أن يخسرا علاقتهما ولا أجورهما، أما الناديان الضحية فهما ليسا من اهتماماتهما إلا من خلال التظاهر أمام المتلقين، يحصل أن يختلفا ويكرها بعضهما بعضا، لكن ذلك في الغالب ليس سببه اختلاف الرأي أو الميول.
صحيح يوجد من بين النقاد من يبنون علاقتهم ببعضهم على خلفية الميول المشتركة، أو التضامن المؤقت، لكن قد يختلفون حين تتباعد بينهم المصالح، وآخر يقف موسم ضد الإدارة بحجة تصحيح أخطائها، لكنه في الموسم الذي يليه يقف مع الإدارة الجديدة بالرغم من أن الأخطاء كما هي، الحقيقة كان حينها يريد أن يوجد له مكان لكن تم تجاهله، وهو اليوم يرى أن فرصته أفضل لذا هو يحاول.
ليس هناك ناقد بريء من انحيازه لرأيه ثم ميوله، من خلالهما يرى الأشياء أحيانا، يعلم أن عواطفه هي من تسيره، يكذبها يحاول أن يقنع نفسه أن عقله لا عاطفته من يقوده للتحليل والاستنتاج، المسألة تعتمد على مستوى وعيه، هناك من هو مؤمن أشد الإيمان أنه على حق برغم بجاحة كذبه وتسويقه لها، وآخر بدأ يشك في صدقه لأنه يرى أن مساحة الاقتناع برواية الكذاب هي من تنجح في استمالة العقول.
كيف للناقد أن ينجر للإساءة لنادي “صاد” لمجرد أن استفزه الناقد الذي يقود الدفاع عن “صاد”؟ وهل يعتقد إن فعل ذلك أن الجمهور المتلقي سيراعي ثنائية صراع الناقدين ويتسامح عن الإساءة لناديه، بدعوى أن الناقد كان في موقف دفاع عن النفس، ما دخل “صاد” و “ضاد” فيما بين الناقدين؟ ولماذا لا يتواجهان بعيدًا عنهما بدل الاحتماء خلفهما طمعًا في حماية الجمهور لهما وانقسامهم حولهما وعلى حساب ما طال الناديين من إساءات وافتراءات.
حرية الرأي والاستقلالية يفقدهما الناقد إذا كان ما يطرحه يتكئ على ما تمليه العاطفة أو الرغبة في الانتقام، الحرية والاستقلالية كل لا يتجزأ وقد كبلتهما العاطفة ولم يعد الناقد حرًّا ولا مستقلًّا إلا في ظنه أو ادعائه.