|


هيا الغامدي
«الابتعاث» وصناعة محتوى الرياضي
2020-02-23
العلم في الصغر كالنقش على الحجر، مقولة صحيحة، فالطفل كالوعاء الفارغ تستطيع ملؤه بما شئت، وضمن السياق صناعة الرياضي الصغير تنميته وتطوير موهبته. الاهتمام بالنشء - المواهب الصغيرة واحتواؤها مبكراً يجب أن يكون المشروع الوطني الأول لصناعة جيل جديد قادر على قيادة الرياضة السعودية بالمحافل الخارجية بشكل - تأثير إيجابيين.
الصناعة الحقيقية تبدأ من الصغر،
اللاعب المجهز تجهيزاً علمياً احترافياً سليماً “فنياً بدنياً ذهنياً نفسياً سلوكياً”... لديه فرص أوفر للاحتراف الخارجي، والعودة إلى دوري بلاده بشكل أفضل، رأينا تجارب احتراف سابقة لم تنجح ولم تكتمل رغم أنها أثرت إيجاباً في اللاعب السعودي، بالليجا احترف سالم الدوسري في فيا ريال، وفهد المولد بليفانتي ويحيى الشهري بليجانيس استفادوا بشكل أو بآخر وإن لم يشاركوا بشكل طبيعي مع أنديتهم ولا بالحد الأدنى، مجرد احتراف على سبيل “المجاملة”! لماذا؟ لأننا مارسنا القفز على خطوات التعامل الصحيح مع سلم الاحتراف، وكان الأجدر أن يكون في سن صغيرة ليكون أكثر أثراً وأعمق فائدة، وتتسنى معايشة الأندية المحترفة بشكل صحيح أكثر من اللاعب الكبير، وافتقادها لخطوات الاحتراف السليم بدءاً من تجهيز اللاعب وإرساله للأكاديميات وتأسيسه بشكل علمي ومن ثم احترافه.
برامج ابتعاث اللاعبين مهمة بتشكيل نويات حقيقية للاحتراف “فنياً بدنياً ذهنياً وغذائياً سلوكياً.. إلخ” وتطوير قدراته اللغوية ليسهل احترافه وتواصله مع العالم الخارجي مع المدرب واللاعب الأجنبي الحكم ...إلخ! كرة القدم لم تعد مجرد جلد منفوخ تتناقله الأقدام، ولكن صناعة محتوى وأسلوب حياة، تنمية - تطوير الرياضي أصبح مشروع دولة ومن أساسيات بناء وتجهيز اللاعب السعودي للمستقبل، لدينا استحقاقات قريبة - بعيدة وبحاجة لقاعدة لاعبين مؤهلة تأهيلاً احترافياً سليماً، لدينا أولمبياد طوكيو 2020، ومونديال 2022 ، وكأس آسيا 2023، نتمنى أن تكون مشاركتنا فيها إيجابية مؤثرة.
أين نحن من تجارب الصين بعمل أكاديميات للأندية العالمية واستقدام الخبرات لبلادها بدلاً من الابتعاث للخارج؟ خاصة وأن كثيراً من أندية البريميرليج قامت بالاستثمار في الصين من خلال فتح أكاديميات بها كأستون فيلا وتشيلسي.. إلخ لدينا الإمكانيات والمساحات و”المنتج” واحد، بدلاً من جشع وطمع الأكاديميات “الخاصة” التي تعمل بشكل ربحي وبشكل غير احترافي أحيانا.