|


تركي السهلي
المنعطف الأخير
2020-02-24
لم يعد أمام الأندية المشاركة في كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين سوى شد الحزام مع اشتداد المنافسة ووصولها إلى مرحلة المنعطف الأخير. وليس هناك من نهج تنتهجه لجنتا الانضباط والحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم سوى الضبط والعمل الدقيق البعيد عن الخطأ.
في الجولة الماضية ثارت ثائرة الاتحاديين من حكم لقائهم مع الهلال على خلفية ما حملته المباراة من أحداث، تبعه نادي جدة بإصدار بيان يطالب فيه بالإنصاف خوفاً من نزف نقاط وارتكاب أخطاء قد تكّلفه النزول من درجة أعلى إلى درجة أقل، وقبله فعل محمد القاسم رئيس نادي التعاون عقب تعادل فريقه مع غريمه الرائد بسبب ضربة جزاء، يرى أنها غير عادلة. الأصوات بدت تتعالى هنا وهناك والسباق صار محتدماً بين الجميع.
إن الوصول لمرحلة الظفر والكسب النهائي تتطلب ضبطاً أكثر وتقليل نسبة الخطأ إلى درجة الصفر، وهو مطلب كل الأندية المتنافسة على المراكز المتقدمة أو تلك التي تريد الهروب من نار مغادرة الدوري المحترف الجاذب الثري مادياً وفنياً.
لقد صرفت الحكومة ممثّلة بالهيئة العامة للرياضة والشباب الكثير من المال لوضع الدوري السعودي ضمن مضاف الدوريات المُشاهدة والرفيعة في القارة الآسيوية والعالم، وهي تسير نحو تمكين كل الأندية بعزم وحماس ووفرت للجميع كل سبل النجاح والتقدّم وليس في ذهنها فكرة التراجع او التوقف عن المشروع في المرحلة الراهنة على الأقل، وغير وارد على ما يبدو أنها ترغب في وجود حالة مرتبكة من أي جهاز أو طرف قد يسبب ظهور المنهج بِرُمّته بوضع لا يتناسب وطريقتها في الأداء.
والحقيقة أن الجولات السابقة من الدوري القوي مضت على نحو متذبذب من ناحية عمل لجنة الحكام وكذلك الانضباط وهُنا ترتفع المطالب بمزيد من الفرض الصارم في تطبيق النظام والبُعد عن أي خطأ قد يصيب منظومة العمل الكاملة بالخلل، ويثير الكتلة الجماهيرية العريضة ويُزيد من حالة الاحتقان بين الأطياف كافة.
إن فريق مثل النصر يدخل كل مباراة وفي عينه صورة الهلال ووجوب ملاحقته حتى يُقصيه فنياً وإزاحته عن المركز الأول، رغبةً في العودة لمكانه الكبير الذي كان فيه الموسم الماضي، وهو كفريق بطل ولديه لاعبون أقوياء لن يقبل بأي هفوة خارج تركيبته وعطائه تصدر من أي لجنة أو فرد ينتمي لها تزيحه عن مكانه وتعطّل هدفه المُعلن المشروع. والأمر ينطبق على كل ناد يرى أحقيته في الاستفادة من العطاء الحكومي ويتسق معه.