|


سعد المهدي
في الثلث الأخير للدوري
2020-02-26
اليوم يدخل الدوري جولات اللاعودة، الكرة التي تلعب بها تتحول في هذا التوقيت إلى لاعب بالآمال تعلو بها وتهبط، تدحرج الأعصاب وتتراقص بها، موسيقى الكراسي أصبحت أسرع من ضبط الخطوات، هذا هو الثلث الأخير موسم الحصاد من يزرع الشوك لا يجني العنب.
الباحثون عن اللقب اثنان الهلال والنصر، ومن لا يريد أن يعلن استسلامه واحد الأهلي، من يصعب عليه النجاة اثنان ضمك والعدالة، ومن يرفض أن يتم النقاش معه حول خطر الهبوط واحد الاتحاد، ومن يعلم أنه ربما يكون الضحية أيضًا واحد الفتح.
هذه استنتاجات من ثلثي الدوري التي مضت بتنافس أكثر تعقيدًا وأقل جمالاً في مبارياته وصخب في أحداثه، بعضهم لا يوافق هذا وله استنتاج أن الأندية تلعب هذا الموسم بعيون مفتوحة أكثر، ودليله أن مراكز الأندية من الترتيب الثالث حتى الثامن يمكن أن يتناوبون عليها في جولتين، حيث لا يفصلهم عن بعض سوى خمس نقاط.
ومن التاسع إلى الثالث عشر خمس نقاط أيضًا، ونقطة واحدة من الرابع عشر حتى الأخير، وتتبقى إحدى عشرة جولة اعتبارًا من اليوم، ما يفترض أن المركز الثالث سيكون ضمن أهداف ستة أندية، والحصول على بطاقة آسيوية متاح لمن في الترتيب الثامن، وأن الهبوط للنادي الثالث بين خمسة أندية، كذلك فرصة الهروب الصعبة وليست المستحيلة يمكن أن تتاح لصاحبي الترتيب الأخير وما قبل الأخير بدءًا بالجولة العشرين.
حسبة معقدة جدًّا ستفك طلاسمها نتائج أربع جولات مقبلة، ومعها يفرض الواقع نفسه على كل الأندية، النتائج ستحدد موقع كل نادٍ في الترتيب وقليل منها جدًّا ما سيتوافق مع ما افترضه مسيرو الأندية كهدف يمكن تحقيقه، ومنهم من ينال أكثر مما تمنى وآخرون أقل مما توقعوا، وأسوأهم من كان بلا أهداف.
لكن لماذا بقي النصر والهلال وحدهما يتنافسان على اللقب من الموسم الماضي؟ هل لأنهما وضعا المنافسة عليه هدفًا أول وأحد أهداف الموسم؟، وهل كان ذلك الشيء كان سيكفي أندية أخرى ليتحقق؟ أم أن لكل شيء فاتورته التي ما لم يتم لوفاء بها كاملة وفي الموعد المناسب فلن تجني إلا الشوك لا العنب.
ما يطرح أيضًا حول تكافؤ التنافس بين الأندية الستة عشر، بسبب الدعم الحكومي المتساوي والسماح لكل منهم بالاستعانة بسبعة لاعبين غير سعوديين ليس دقيقًا، إذ ظلت كفة الأقوى كما هي واكتفت الأضعف بارتفاع مستوى الأداء وتحديهم لكن دون إسقاطهم من مواقعهم.