|


أحمد الحامد⁩
كلام في الفن
2020-02-28
كان محمد الموجي على خلاف مع عبد الحليم حافظ، في تلك السنوات تحديداً ظهر هاني شاكر على يد الموجي عندما قدمه بأغنية “حلوه يا دنيا” العام 1972، وأظن أن اهتمام الموجي كان انتقاماً من عبد الحليم وليس محبة بصوت هاني شاكر، أرّق اهتمام الموجي بهاني شاكر عبد الحليم كثيراً، خصوصاً أن عبد الحليم يعرف تماماً إمكانيات الموجي.
أعود لخلاف الموجي وعبد الحليم، كان خلافهم يشبه بقية الخلافات بين الفنانين التي تدور بالقرب من الغيرة أو الإهمال، فيصعد أحدهما الخلاف ليصبح قطيعة، ولكن الموجي ليس بالملحن الذي “يزعل” فيهمله صاحبه، لأنه ليس ملحناً عادياً ولأنه محمد الموجي، وفي عالم الفن آنذاك كان على كل فنان أن يختار خصمه بعناية إذا ما أراد أن يحول أحد رفاق الأمس إلى خصم، لم يكن الموجي فنياً هو الخصم المناسب لعبد الحليم، رغم أن عبد الحليم كان قد وصل إلى عز نجوميته، عبد الحليم كان أذكى من أن يستمر في قطيعة الموجي له، فهو يعرف تماماً حجم رفيقه ويعرف أن عودة المياه إلى مجاريها تعني أعمالاً جديدة خالدة، حاول أن يصالحه عبر العديد من الأصدقاء لكن الموجي كان صاحب دماغ “ناشفة”، ولم يتصالحا إلا بعد وقت طويل، يقول الإعلامي إبراهيم الزبيدي في مذكراته الشيقة “دولة الإذاعة” وكان قد ارتبط بصداقة مع الموجي “حدثني الموجي عن علاقته بعبد الحليم حافظ، وسنوات البداية وعذابها، وخصام سنوات القطيعة بينهما بعد أن أصبح عبد الحليم نجم النجوم، قال الموجي: لقد اختلفنا ذات مرة خلافا طال، وبجهود أحباب الطرفين تمت المصالحة، وفي جلسة عتاب كنت لا أكف عن تقريع عبد الحليم وتأنيبه وتذكيره بأسباب القطيعة، فانفعل عبد الحليم، وبدل أن يعتذر، نزع حذاءه وراح يضرب به رأسه، تعبيراً عن ندمه وعن غضبه من قسوتي عليه في العتاب والتأنيب، قال الموجي: كان ينتظر مني أن أمسك يده وأمنعه من الاستمرار في ضرب رأسه بالحذاء، لكنني بقيت على صمتي وهدوئي، وأنا أردد بكثير من التشفي: أيوه .. ده اللي كنت عاوز أعمله فيك من زمان”، أرجو ألا يزعج هذا النقل محبي العندليب وأنا واحد منهم، كما ذكرت لكم أن عبد الحليم كان يعرف ماذا تعني نهاية قطيعة الموجي له، يكفي أن إحدى نتائج عودة علاقتهم هي “قارئة الفنجان”.