|


طلال الحمود
بتوع الأوتوبيس
2020-02-29
تسبب دخول مجموعة من العمال الآسيويين إلى مباراة الشباب والنصر في أزمة وحرب بيانات، ما استدعى فتح تحقيق برعاية هيئة الرياضة للتحقق من مخالفة استئجار العمالة للحصول على مبلغ المليون ريال التي يحصل عليها النادي المستضيف، ومع أن امتلاء المدرجات بالمشجعين أمر إيجابي من شأنه تحقيق الهدف الرئيس من دفع مكافأة الحضور، إلا أن الأمر تحول إلى رفض من نادي الشباب ومن الهيئة في الوقت نفسه.
دخول العمال إلى المدرجات وجد رفضاً غير مبرر، مع أنه يوحي بفكرة يمكنها زيادة شعبية الدوري السعودي وإضافة شريحة جديدة من المتابعين يمكنها الحضور والاستمتاع بالملاعب الراقية والأجواء الحماسية، خاصة بوجود أكثر من خمسة ملايين عامل آسيوي في السعودية، فضلاً عن الجاليات الأخرى التي تمثل سوقاً تستهدفها المؤسسات العملاقة مثل البنوك وشركات الاتصالات وخطوط الطيران، في مقابل تهميش ليس له ما يبرره من القائمين على الأنشطة الرياضية.
الأنشطة الرياضية لا تعني صرف المال دون التفكير بالمردود المالي، وإضافة رافد استثماري جديد، وتجارب الدول المجاورة خير دليل على أن استيعاب المقيمين رياضياً، يمكن أن يترك أثراً إيجابياً على الأنشطة الأخرى كالسياحة والاستثمار وتحسين أساليب الحياة، ومن أمثلة هذا تخصيص استاد دولي في دبي لاستضافة مباريات الكريكت، علماً أن طاقته الاستيعابية توازي مجموع ما تستوعبه ملاعب الإمارات مجتمعة، والهدف من هذا استضافة بطولات اللعبة التي تتمتع بشعبية جارفة في شبه القارة الهندية وأستراليا وبريطانيا.
في عام 1989 كانت مئات الحافلات تقل الطلاب من مدارسهم في الرياض وجدة والدمام والطائف إلى الملاعب لحضور مباريات كأس العالم للشباب والمساهمة في إنجاح التنظيم، ولم يخرج يومها أصحاب الآراء الغريبة لنعت الحضور الجماهيري بـ”التلاميذ” والمطالبة بحضور الموظفين والتجار إلى الملعب كشرط للاعتراف بجماهيرية كأس العالم في السعودية، ومع أن كثيرًا من الشركات تؤمن بجدوى الاستثمار في الدوري السعودي، إلا أنها تبقى بعيدة عند حد الإعلان والرعاية، مع أن خيارات توسيع الشراكة تمتد إلى شراء التذاكر من الأندية وتوزيعها على موظفيها وعملائها على شكل مكافآت أو جوائز لزيادة المبيعات.
آن الأوان للتخلي عن الأفكار البالية التي تبناها الإعلام المتعصب لعقود، والتحول إلى عهد الاستثمار بأفكار جديدة تهدف إلى زيادة عائدات الأندية بتنويع مصادر الدخل، حتى لو بلغ الأمر نقل آلاف العمال الآسيويين إلى الملاعب، طالما أن الأمر يمثل ترفيهًا بالنسبة لهم، وزيادة في جماهيرية كرة القدم السعودية.