كنت معجبًا بما يكتبه أحد الأصدقاء من كلمات غنائية، كان يكتب وكأنه شاعر محترف رغم أنه كان شابًا في منتصف العشرينات من عمره، غنى له بعض المغنين من كلماته، ثم اكتفى بتلك التجارب قائلًا بأنه يخجل من التسويق لنفسه أو عرض قصائده على المغنين.
أعتقد اليوم بأن هذا الصديق قام بظلم موهبته لأنه لم يقدمها للجمهور بالصورة الكافية، كما أنه تواضع كثيرًا عندما لم يقدم نفسه في العديد من المناسبات على أنه من كتب بعض الأغاني التي غناها مشاهير الغناء.
يعجبني الشموخ في قصائد المتنبي ووصفه العظيم لنفسه، حتى مبالغاته الكبيرة التي يضيفها على صفاته تبدو حقًا من حقوقه كونه يريد أن يعطي نفسه حقها، ولماذا لا يعطي نفسه حقها؟ بل وأكثر من حقها، ألم يكن يملك أدبًا عظيمًا وكان سيد عصره في الشعر؟ المتنبي أفضل شاعر أنصف نفسه ولم ينتظر تقييمًا من أحد ما، بل قيم نفسه بنفسه وهذا ما لا يفعله بعض المبدعين خشية من وصفهم بالغرور أو تواضعًا منهم، يقول أبو الطيب:
أمِط عنك تشبيهي بما وكأنه
فما أحدٌ فوقي ولا أحدٌ مثلي
تسويق الإنسان لنفسه عملية مشروعة، بل إنها ضرورية في بعض الأحيان حتى لا يظلم الإنسان نفسه ويحرمها من أخذ كامل فرصتها، يقول أحد الخبراء رغم أن الحديث ليس تجاريًا لكنه يتوافق مع الموضوع: “لا توجد بضاعة سيئة بل يوجد تسويق سيئ”، أختلف معه في ألا توجد بضاعة سيئة، لكن مقولته مهمة وتصب في صالح البضاعة الجيدة التي تحتاج إلى تسويق، البعض لديهم خجل شديد وتواضع مبالغ فيه رغم جمال ما يمتلكونه من محتوى، فلا ينشرون ما يكتبون ولا يجمعونه في ديوان شعر أو كتاب، في بعض الأحيان أشاهد من لديهم القليل والبسيط من الموهبة لكنني أشاهدهم يقاتلون من أجل إظهار ما لديهم ويتواجدون في كل مكان يسمح لهم بالتواجد، أتذكر بعض من أعرفهم من مبدعين ولديهم خزائن من إبداع أغلقوا عليها تواضعًا وخجلًا، تسويق الإنسان لموهبته وإنصافها لا عيب فيه بل هو حق من حقوقه، أما تحقيق النجاح فعائد للموهبة والزمان والمكان، يقول المتنبي في وصف إبداعه:
وما الدّهرُ إلاّ من رواةِ قصائدي
إذا قلتُ شعرًا أصبح الدهرُ منشدا
فسارَ به من لا يسيرُ مشمرًا
وغنّى به من لا يغني مُغرّدا
أعتقد اليوم بأن هذا الصديق قام بظلم موهبته لأنه لم يقدمها للجمهور بالصورة الكافية، كما أنه تواضع كثيرًا عندما لم يقدم نفسه في العديد من المناسبات على أنه من كتب بعض الأغاني التي غناها مشاهير الغناء.
يعجبني الشموخ في قصائد المتنبي ووصفه العظيم لنفسه، حتى مبالغاته الكبيرة التي يضيفها على صفاته تبدو حقًا من حقوقه كونه يريد أن يعطي نفسه حقها، ولماذا لا يعطي نفسه حقها؟ بل وأكثر من حقها، ألم يكن يملك أدبًا عظيمًا وكان سيد عصره في الشعر؟ المتنبي أفضل شاعر أنصف نفسه ولم ينتظر تقييمًا من أحد ما، بل قيم نفسه بنفسه وهذا ما لا يفعله بعض المبدعين خشية من وصفهم بالغرور أو تواضعًا منهم، يقول أبو الطيب:
أمِط عنك تشبيهي بما وكأنه
فما أحدٌ فوقي ولا أحدٌ مثلي
تسويق الإنسان لنفسه عملية مشروعة، بل إنها ضرورية في بعض الأحيان حتى لا يظلم الإنسان نفسه ويحرمها من أخذ كامل فرصتها، يقول أحد الخبراء رغم أن الحديث ليس تجاريًا لكنه يتوافق مع الموضوع: “لا توجد بضاعة سيئة بل يوجد تسويق سيئ”، أختلف معه في ألا توجد بضاعة سيئة، لكن مقولته مهمة وتصب في صالح البضاعة الجيدة التي تحتاج إلى تسويق، البعض لديهم خجل شديد وتواضع مبالغ فيه رغم جمال ما يمتلكونه من محتوى، فلا ينشرون ما يكتبون ولا يجمعونه في ديوان شعر أو كتاب، في بعض الأحيان أشاهد من لديهم القليل والبسيط من الموهبة لكنني أشاهدهم يقاتلون من أجل إظهار ما لديهم ويتواجدون في كل مكان يسمح لهم بالتواجد، أتذكر بعض من أعرفهم من مبدعين ولديهم خزائن من إبداع أغلقوا عليها تواضعًا وخجلًا، تسويق الإنسان لموهبته وإنصافها لا عيب فيه بل هو حق من حقوقه، أما تحقيق النجاح فعائد للموهبة والزمان والمكان، يقول المتنبي في وصف إبداعه:
وما الدّهرُ إلاّ من رواةِ قصائدي
إذا قلتُ شعرًا أصبح الدهرُ منشدا
فسارَ به من لا يسيرُ مشمرًا
وغنّى به من لا يغني مُغرّدا