|


سعد المهدي
رحلة الهروب
2020-03-02
محاولة هروب جماعي من أندية الثلث الأخير في ترتيب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، ضمك الفتح الاتحاد الفيحاء الاتفاق، حيث حققوا انتصارات مهمة على حساب الحزم الوحدة الشباب الرائد أبها.
الأكثر خطورة هزيمة الحزم وأبها، لأنهما يدخلان في حسابات منافسة دائرة صراع البقاء، فالحزم تجمد رصيده عند 22 نقطة وتراجع للترتيب الثالث عشر، وسمح لضمك أن يحقق انتصارًا تعذر عليه كثيرًا، وأن يصل للنقطة السابعة عشرة ومعه الفتح إلى النقطة الثامنة عشرة.
إذا قدمنا الحسابات الفنية على الرقمية، فإن أندية الاتحاد والاتفاق والفيحاء ستتجه إلى مرحلة تحسين الترتيب أكثر من تأمين البقاء، الاتحاد أقلهم رقميًّا 22 نقطة إلا أنه أكثرهم قدرة على ملامسة مربع الترتيب، والفيحاء أقلهم قدرة لكنه سيحتمي بالأرقام حيث يملك حتى الآن 27 نقطة إذا أخذنا في الاعتبار أن هناك ثلاثة أندية تحت العشرين نقطة.
أول اختبارات هذه الأندية ستكون في مباريات الجولة المقبلة، حيث سيواجه الحزم نظيره الاتحاد وكلاهما يمتلكان ذات الرصيد 22 نقطة، فوز الاتحاد سيصب في الاعتقاد بأن الاتحاد فك ارتباطه بأندية الثلث المتأخر وبدأ رحلة تحسين الترتيب، كما أنه يعني فيما لو تم أن الحزم دخل فعليًّا في أزمة البقاء.
يعتمد وضع الحزم إن خسر على نتيجة ضمك مع الوحدة والفتح أمام الرائد، بينما العدالة الذي سيلتقي الشباب لم يعد له من طوق نجاة إلا بمعجزة، وسيكون المستفيد الأكبر لو خسر ضمك والفتح أو أحدهما، فريق أبها الذي توقف رصيده عند النقطة الرابعة والعشرين سيلاقي التعاون وهو يتأرجح بين كفتي البقاء والهبوط.
فرق الأندية الثلاثة التي ستهبط مباشرة إلى مصاف دوري الأولى هي من ستعجز عن أن تصل إلى سقف الثلاثين نقطة، على الرغم من أن رصيد بنك الثلث الأخير المتبقي ثلاثون نقطة، ومازالت الفرق من الترتيب السابع إلى الأخير بين الـ14 والـ29 لأن التعاون والشباب والفيحاء والاتفاق والاتحاد بمقدورهم تجاوز الأربعين، ما يعني أن توقف أو تعثر أبها والحزم طريق النجاه الوحيد للفتح وضمك أو أحدهما.
قليل من الأندية التي تصعد حديثًا للدوري الممتاز وتصمد على سلم ترتيبه، فهي دائمًا تحتاج إلى تمرس أكثر، لذا فهي مجددًا تعود من حيث أتت، وهي مسألة يجب ألا تصيبهم بالإحباط، بل عليهم استثمار ذلك في خوض تحدي العودة بمكتسبات هذه التجربة الثرية في كل تفاصيلها.