|


عبدالرحمن الجماز
العدالة.. أن تظلموا الهلال
2020-03-06
جاء بيان النصر الأخير الذي طالب فيه صراحة بإبعاد رئيس لجنة الحكام الرئيسة بالاتحاد السعودي لكرة القدم الإسباني فرناندو تريساك، استمرارًا للمطالبات النصراوية المتكررة في كل موسم ونتاجاً طبيعياً لكل تعثر يحصل للفريق الأول لكرة القدم.
والحالة النصراوية الجديرة بالدراسة ليست وليدة اللحظة وإنما هي عرف نصراوي، شاهد الجميع ووقف على آثارة في الدوري الاستثنائي الموسم الماضي.
ولا أبالغ إن قلت إن النصر ببياناته “طبق الأصل” بات مصدراً وحيداً للضجيج في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين.
وهذا التكتيك النصراوي العالي الذي تسعى الإدارة النصراوية ومن يقف خلف البيان لتحقيقه هو إعادة لنفس المشهد ونفس الاستراتيجية التي نجحت ـ وهذه حقيقة ـ في الموسم الماضي باعترافات موثقة لرئيس النادي آنذاك، وما سبقها من مواسم كان “الإنذار الأخير” حاضراً وبقوة في منهج النصراويين كلما شعروا بخطورة الموقف في الميدان.
وحتى الذين أصيبوا بخيبة أمل من المشرف على فريق كرة القدم عبد الرحمن الحلافي “الرئيس الفعلي” هم مع الأسف يجهلون تركيبة الفريق النصراوي والكثير من جماهيره ـ إلا من رحم ربي ـ، والتي أصبح فيها البكاء وادعاء المظلومية جزاءً أصيلاً من الثقافة الصفراء.
والهلاليون الذين عارضوا وبشدة البيان النصراوي لرفضهم لغة البيان والحديث عن فضيلة عدالة المنافسة وهم الذين تولدت لديهم قناعة راسخة لا تقبل أن العدالة تم اختزالها في ممارسة الظلم على فريقهم والإضرار به.
ولعلها المرة الأولى التي ينفض فيها الإعلام التابع من البيان الأخير، معتبرين كل ما جاء فيه هو بمثابة الفضيحة والكارثة التي تستوجب تدخلاً سريعاً من الاتحاد السعودي لكرة القدم وبعض لجانه القانونية التي تمر بفترة سبات عميق، ولم تعد ترى أو تفعل شيئاً على الإطلاق.
وحتى لا يكون الكلام عن فضيحة بيان النصر مجرد سرد إنشائي دون حقائق ثابتة كما هو حال البيان الأصفر الأخير، فإن من الواجب التطرق وعرض بعض الإثباتات التي تدحض الادعاءات النصراوية وتثبت أن الفريق الأصفر هو الأكثر استفاده من الحكام ومن غرفة var، التي كانت سبباً في إثارة الجماهير بعد أن عجز المتواجدون فيها من احتساب ضربة جزاء واحدة إلا بعد مضي 25 مباراة من الموسم الماضي، في حين تضرر الآخرون وفي مقدمتهم الهلال المتصدر الذي احتسبت عليه 6 ضربات جزاء وحرمانه من 12 ضربة جزاء صريحة لم تحتسب بشهادة المحللين التحكيميين، وكانت كفيلة بزيادة الفارق النقطي مع المنافس وكفيلة أيضاً برفع عقيرة صياح الآخرين إلى ما هو أبعد.