|


تركي السهلي
صبر النصر
2020-03-07
ما إن يمر فريق النصر الأول لكرة القدم بخلل بسيط في الداخل حتى تنطلق أصوات محبيه نحو استدعاء حالة الكيان واستحضاره في كل التفاصيل، وكأن الوضع يستدعي ذلك وتعزيزه رغم أن القضية الحاصلة لا تصل إلى مستوى التراص من أجل إنقاذ المنظومة الصفراء. وفي رأيي أن ذلك يحدث بسبب طغيان الشعور العاطفي في التعامل مع كل ما هو نصر من قبل المتعلّقين به.
بالأمس، ربما ارتكب اللاعب عبد الرزاق حمد الله خطأ وظيفيًّا انضباطيًّا، وأوقعت عليه الإدارة والمدرب عقوبة تتوازى والفعل بالإبعاد عن المجموعة الفنيّة الداخلة في المباراة الدورية والخصم من راتبه الشهري بمقدار 15في المئة لتقف المسألة عند هذا الحد وفق ما رآه أطراف العملية، لكن الصوت النصراوي الجماهيري أخذ الموضوع إلى أبعد من ذلك وربط بين التزام الهداف الكبير وقيمة النادي ككيان لا يقبل الرضوخ لأي أحد في ردة فعل تجاوزت كثيراً ووصلت إلى حد غير مقبول على الإطلاق، وأعطت الخطأ مساحة أكبر بكثير من مساحته الحقيقية.
وأعادت الواقعة بتداعياتها النصر إلى مواجهة جماهيره والسماح بولوج أطراف ليس لها علاقة إلى البيت الأصفر في محاولة لهز أركانه والنيل من استقراره في منعطف الدوري الصعب، دون أن يتنبّه أي نصراوي للوضع القائم.
وبالعودة على الحادثة فإن النجم النصراوي وهداف الموسم السابق من كأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين ساهم على نحو كبير في رواج القصة حينما دلّ الجميع على ذلك عبر ما أحدثه من حذف وإلغاء لحسابه في منصة التواصل الاجتماعي “تويتر”، لتدور الأحاديث هُنا وهناك ويصل الجميع إلى ما حدث وبدأ النسج الكبير.
وبغض النظر عن كل ما جرى ومدى صواب الأمر من عدمه، إلا أن المتابع النصراوي ظهر بثوب قديم لم يعد له داع في الوقت الراهن، حينما نادى بالشعارات البالية وتوظيفها في حالة حمد الله ظنّا منه - على ما يبدو - أن القيم الخاصة بجوهر النادي لا بد أن تحظر ضارباً بعرض الحائط ما هو عليه الواقع الفني للفريق وغير مُحدد لحجم الواقعة على نحو دقيق.
لقد صبر النصر كثيراً على لغة محبيه وغض الطرف عنهم طويلاً، ما جعله في أحايين كثيرة يبدو كالمحتاج للعطف منهم في وقت كان عليه أن يكون أقوى منهم، ومن كل ما يعرّضه للضعف أمامهم قبل غيرهم، ولعل الخطأ الذي حدث يؤسس لمنهج أصفر مغاير تماماً.