المدير الناجح في الشركات الخاصة لا يعني بالضرورة أنه سينجح عندما يتولى مسؤولية إدارية حكومية في تخصصه نفسه، لأن منظومة العمل في الشركات الخاصة مختلفة عن الحكومية التي تخضع لضوابط وإجراءات مختلفة تمامًا عن الشركات الخاصة، حيث تتيح الأخيرة للمدير اتخاذ قراراته وتنفيذها بسرعة أكبر دون الرجوع للعديد من الإدارات التي يتطلَّب الأمر إطلاعها، وأخذ موافقاتها. كل هذه الأمور تصبح عوائق، تقيِّد مهارات المدير الذي نجح في القطاع الخاص، ثم انتقل إلى العمل في إدارة حكومية.
العمل الإعلامي يشبه الطيران الحر، حركةٌ لا شكلَ ثابتًا لها، تتغيَّر مع تغيُّر الطقس وحركة الرياح، عملٌ قائم على الفكرة وسلاسة تنفيذها، ولا يستطيع الانتظار، والدخول في إجراءات العملية النظامية التي قد تصلح لبعض الإدارات والدوائر، لكنها لا تصلح للعمل الإعلامي، الذي يشترط سرعة الحركة والمرونة. أيضًا، يُعرف عن العمل الإعلامي الفارق والمتميز، أنه مكلف ماديًّا، ولأنه يحتاج إلى الاهتمام بالتفاصيل، واختيار فرق العمل المناسبة والموهوبة، فهو ذات تكلفة عالية، يستحقها مثله مثل الأطباء المتميزين والمهندسين الناجحين.
بالأمس كنت أشاهد برنامجًا وثائقيًّا أجنبيًّا عن الحياة البحرية في سيبيريا، حيث تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة تحت الصفر، في لقطة ما كانت تتطلَّب وجود كاميرات عدة وسط الثلوج، وأخرى كانت في أعماق البحر، كل تلك الكاميرات كانت تصور مشهد الدب وهو يقفز في فتحة صغيرة على سطح الأرض، ويغوص في الأعماق، وهو يطارد سمكة. تطلَّب تصوير مثل هذه الحلقة العديد من التفاصيل المهنية، والسخاء المالي. فريق عمل أقام أسابيع طويلة في أقسى طقس شتائي، ومهارة مصورين لم يفوِّتوا تفاصيل الحياة القائمة في ذلك الجانب البعيد، ونصٌّ مكتوب بعناية فائقة، كل ذلك من أجل تقديم حلقة تلفزيونية مدتها 40 دقيقة، بمثل هذه المهنية جلست مشاهدًا لشاشة التلفزيون دون أن أقطع المشاهدة دقيقة واحدة. بمثل مستوى هذه المهنية تنجح المادة التلفزيونية المؤثرة. لم يكن هذا البرنامج عن الحياة البحرية إلا مثلًا ذكرته بوصفه شاهدًا على الفارق الذي يفصلنا عن المستوى المهني بين ما تقدمه الشاشة الأوروبية والأمريكية، وبين ما تقدمه الشاشة العربية، تمامًا وكأنهم في الوقت الذي يصنعون فيه سيارة رياضية فاخرة، نصنع نحن دراجة هوائية.
العمل الإعلامي يشبه الطيران الحر، حركةٌ لا شكلَ ثابتًا لها، تتغيَّر مع تغيُّر الطقس وحركة الرياح، عملٌ قائم على الفكرة وسلاسة تنفيذها، ولا يستطيع الانتظار، والدخول في إجراءات العملية النظامية التي قد تصلح لبعض الإدارات والدوائر، لكنها لا تصلح للعمل الإعلامي، الذي يشترط سرعة الحركة والمرونة. أيضًا، يُعرف عن العمل الإعلامي الفارق والمتميز، أنه مكلف ماديًّا، ولأنه يحتاج إلى الاهتمام بالتفاصيل، واختيار فرق العمل المناسبة والموهوبة، فهو ذات تكلفة عالية، يستحقها مثله مثل الأطباء المتميزين والمهندسين الناجحين.
بالأمس كنت أشاهد برنامجًا وثائقيًّا أجنبيًّا عن الحياة البحرية في سيبيريا، حيث تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة تحت الصفر، في لقطة ما كانت تتطلَّب وجود كاميرات عدة وسط الثلوج، وأخرى كانت في أعماق البحر، كل تلك الكاميرات كانت تصور مشهد الدب وهو يقفز في فتحة صغيرة على سطح الأرض، ويغوص في الأعماق، وهو يطارد سمكة. تطلَّب تصوير مثل هذه الحلقة العديد من التفاصيل المهنية، والسخاء المالي. فريق عمل أقام أسابيع طويلة في أقسى طقس شتائي، ومهارة مصورين لم يفوِّتوا تفاصيل الحياة القائمة في ذلك الجانب البعيد، ونصٌّ مكتوب بعناية فائقة، كل ذلك من أجل تقديم حلقة تلفزيونية مدتها 40 دقيقة، بمثل هذه المهنية جلست مشاهدًا لشاشة التلفزيون دون أن أقطع المشاهدة دقيقة واحدة. بمثل مستوى هذه المهنية تنجح المادة التلفزيونية المؤثرة. لم يكن هذا البرنامج عن الحياة البحرية إلا مثلًا ذكرته بوصفه شاهدًا على الفارق الذي يفصلنا عن المستوى المهني بين ما تقدمه الشاشة الأوروبية والأمريكية، وبين ما تقدمه الشاشة العربية، تمامًا وكأنهم في الوقت الذي يصنعون فيه سيارة رياضية فاخرة، نصنع نحن دراجة هوائية.