|


فهد الروقي
قاصرة ومتعمدة
2020-03-14
أعلم يقينًا بأن “زعيم” البطولات في أغلب دول العالم محارب من بقية المنافسين ويتحدون عليه ولو بالرأي والتجييش في المنابر والمحابر ومواقع التواصل، خصوصًا في المناطق الأوسطية والشرق أوسطية ولدينا ضد الهلال تحديدًا.
فمنذ سنوات طويلة وذاكرتهم تختزل مقاطع للهلال تشوه منجزاته وتجيرها لصافرة خاطئة، مع أن هناك المئات من لقطات أشد مضاضة وقعت عليه أو مماثلة لما وقعت له ولم يتم التطرق لها أو حتى النظر لها بذات المعيار الأول أو مقارب له.
قبل فترة قليلة هاجت الساحة وماجت بعد مباراة الهلال والاتحاد وجيروا فوز الأول للتحكيم، بل أصدرت البيانات وتفاعلت القنوات واشتكى المشتكون وبكى النائحون وارتكزوا على لقطتين: هدف ملغى للعميد ثبت ثبوت الشمس في كبد السماء في ظهيرة صحو في نجد الأنجد صحة الإلغاء، وضربة جزاء الزعيم المتشاركة مع القرار الأول في الصحة، وتم الركون إلى أمور هامشية ولقطات جماهيرية بعملية “لف ودوران” يتقنونها بحرفية عالية، ووصلت المطالبات “الساذجة” بإعادة المباراة، وأن القانون يقول ذلك، يعتمدون بذلك على آراء أحادية أو فهم قاصر.
والآن تكرر المشهد بشكل أوضح في مباراة النصر والرائد، فالأول تحصل على جزائية من لمسة يد كجزائية الهلال وتم تنفيذها، وتمكن الحارس من صدها وعادت للمنفذ وسجلها ودخل للصندوق أكثر من لاعب من الفريقين بنفس سيناريو لقاء الكلاسيكي، والفرق الوحيد أن تصدي دوخة كان نظاميًّا ومع ذلك مرت الحادثة مرور الكرام، فلم نشاهد دموع التماسيح على مذبحة العدالة، ولم تجش البرامج ساعاتها على مدار أسابيع للت والعجن في ذلك ولم تصدر البيانات الاحتجاجية، ولم تأت مطالبات بإعادة المباراة لوجود خطأ يستوجب ذلك كما يقول العلامة “زعيطان بن معيطان”، رغم أن في المباراة هدفين للرائد ملغيين وجزائية، كذلك جميعها احتسبت ثم ألغيت من “الفار” ورغم وجود أحداث تستوجب التوقف عندها طويلاً.
ويبقى السؤال: هل أولئك الذين يضخمون عثرات الزعيم يعلمون أنهم على خطأ وأنهم يمارسون التضليل لمصلحة ميولهم، أم أن هواهم يقودهم دون بصيرة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

الهاء الرابعة
‏إذا نَزَفَتْ جِرَاحُ الحُبِّ يوماً
‏وفاضَتْ بالدمِ القانِي قلوبُ
‏فلا لومٌ علينَا إذْ عَشِقْنَا
‏ولكن كيفَ نَسْلو أَو نتُوبُ