|


أحمد الحامد⁩
باربوزا وأكتاف الجماهير
2020-03-14
كل شيء كان يشير إلى المجد، مجد الشهرة المغري، الناس من حوله يبتسمون إليه ويطلبون التصوير معه، لقد أصبح رجلاً استثنائياً عندما صار حارس مرمى الفريق الذي عرّف الجانب الآخر من العالم ببلد اسمه البرازيل، وهل عرفنا البرازيل لولا كرة القدم؟
الموهبة والحظ كانا يقفان بجانب مواسير باربوزا، الحظ لا بد أن يكون رفيق الموهبة، فإن لم يكن ذهبت الموهبة في أدراج الظروف والنسيان، لكن باربوزا كانت لديه الصفتان فأضيئت حوله أنوار الكاميرات التي صورت كل تصدياته للكرات مفسداً هجمات الخصوم، حقق باربوزا مع نادي فاسكو دي جاما ثلاث بطولات، وحقق مع المنتخب البرازيلي ثلاث بطولات أيضاً، منها كأس أمريكا الجنوبية العام 1949، كان تحقيقه كل تلك البطولات كفيلاً بترديد آلاف الجماهير لاسمه: باربوزا.. باربوزا، إنها الصورة المثالية لكل حالم بلعب كرة القدم ومصاحبة قوة الشهرة، وهذا ما كان عليه باربوزا.. حتى تخلى عنه أحد رفيقيه.. الحظ.. كانت الأيام التي سبقت السادس عشر من يوليو في عام 1950 مليئة بآمال الشعب البرازيلي، كل شيء حينها يتحدث عن المباراة النهائية، لم يشعر شعب البرازيل رغم الظروف المعيشية الصعبة أنه بحاجة لشيء مثل حاجته للفوز بتلك المباراة والحصول على كأس العالم، حضر 200 ألف متفرج في ماراكانا ريو دي جانيرو، كان التعادل كافياً لتحصل البرازيل على الكأس، لكنها خسرت بهدفين مقابل هدف أمام الأوروجواي وكانت الكارثة، وعندما تحصل الكوارث يبحث بعضهم عن شماعة تعلق عليها الأسباب، ولماذا تكون الأسباب كثيرة؟ يكفي سبب واحد، حينها كان الحظ الذي تخلى عن باربوزا يشاهد رفيقه وهو يعلق عليه سبب موت الحلم البرازيلي، وهكذا عاش باربوزا منذ السادس عشر من مايو، حاملاً وحده هذا الذنب العظيم، بالرغم من وجود لاعبين مشاهير كثر مثل الدمير مينديز ودوس سانتوس وروي كامبوس، لا يعرف معنى انقلاب الظروف إلا من جرب ذلك، وكان باربوزا أحدهم عندما انقلبت شهرته عليه وصار بعص الناس يشتمونه كلما التقوا به مصادفة، هكذا هي الجماهير عندما تتخلى عن من رفعته على أكتافها عالياً، تسقطه سريعاً حتى يرتطم بالأرض، قيل ولا توجد أدلة عن أن باربوزا أحرق العوارض الخشبية للمرمى في الماراكانا عندما استبدلت بعوارض حديدية، أي شيء كان باربوزا يريد حرقه؟ ذكريات الهدف الثاني اللعين الذي سجل في مرماه.. أم حظه الذي تخلى عنه؟