|


بدر السعيد
كأس كورونا
2020-03-14
لا صوت يعلو على صوت “كورونا” في كافة أرجاء العالم عبر وسائل إعلامه ومجالسه ومكاتبه وفي كافة تطبيقات أجهزتنا المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي..
الصوت الذي فرض نفسه وبقوة على السياسة والاقتصاد والمجتمعات والشعائر الدينية والأحداث الرياضية وغيرها من مقاصد البشر على هذه الأرض.. “كورونا” بات الشريك الجديد الحاضر قبل التخطيط لأي خطوة نسعى لها وأثناء كل خطوة وبعدها.. وسبحان من قدر وشاء على جعل البشر يعيشون هذه المعمعة العالمية بهذا القدر من الاهتمام والانشغال وله سبحانه حكمته في ذلك.
“كورونا” بات معضلة وقضية مزعجة لكافة البشر، إلا أنه حتماً يحمل إيجابية لا محالة قد نكون أدركنا جزءًا منها أو سندركه مع الأيام، إذ لا يوجد مشكلة سوداوية كاملة على الإطلاق، فلا بد من جانب مضيء قد نكون شاهدناه أو شاهدنا بعضاً منه أو سنشاهده لاحقاً، ولن تخلو “كأس كورونا” من جزء مملوء أيًّا كان مقداره.
راقبوا ذلك الجزء المملوء من “كأس كورونا” وستجدون أنكم أمام فرصة عظيمة قد تساهم في تغيير الكثير من أفكاركم وأنماط معيشتكم، بل طريقة قراءتكم لمشاهد الحياة كافة.. مع “كورونا” أدركنا كم هو عظيم هذا الخالق المعجز سبحانه وجلت قدرته.. ومعه أدركنا مقدار التفاوت في إمكانيات وقدرات وطاقات وثقافات العديد من الدول والمجتمعات والكيانات السيادية حول العالم، فبات التعامل مع هذه المشكلة بمثابة “الفلتر” الذي اختبر كل ذلك بين كم وكيف.
ومع “كورونا” توقفت الكثير من البرامج الشخصية اليومية بين تسوق وترفيه وزيارات جانبية وغيرها من “المشاوير” الهامشية التي أجزم بعد إلغائها وتأجيلها أن الكثير منكم أدرك الآن أن الكثير من أوقاته الماضية كانت تنقضي في أمور هامشية جانبية تكلفه الكثير من الوقت والجهد والمال، ولا تعود عليه بالنفع المقابل لكل ما بذله.
وفي المقابل ستدركون مع “كورونا” أيضاً أنكم مقصرون في جوانب حياتية كثيرة تتمثل في ابتعادكم عن منازلكم وأهلكم لساعات طويلة، فتراكم فيها غبار الإهمال على القلوب والمشاعر قبل الرفوف والأسطح.
أيها الكرام.. اقتربوا من الجزء المملوء من “كأس كورونا” وستجدون أنفسكم أمام قيادة وطنية على ثقة وتطلعات شعبها وقطاعات سعودية سخرت كافة عقولها ومقدراتها وسواعد أبنائها لحماية مجتمع يقف فيه الإنسان على قمة هرم الأولوليات كأهم عنصر في تركيبة الحياة السعودية.
اللهم كن عوناً لهم في كل ما يبذلونه من جهود، واحمنا سبحانك من الشرور والأسقام.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..