|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2020-03-20
الكثير من التغريدات تعبر عن قوة المجتمع السعودي، هذا ليس بالشيء الجديد عندما تلمع تصرفات السعوديين في الأزمات وتظهر أخلاقهم الحميدة، الشهامة من مواصفات العرب مثلما هي من مواصفات بعض الأمم أيضاً.
عشرات التغريدات التي قرأتها أعلن خلالها أصحابها عن وضع عقاراتهم تحت تصرف وزارة الصحة، وتنازل بعض ملاك المتاجر عن إيجاراتهم من المستأجرين، هذه هي الصورة الناصعة التي تظهر معادن الرجال، وظهرت أيضاً العديد من التصرفات الرائعة في عدة أماكن من كوكبنا تظهر لنا أن في العالم يعيش الكثير من الأبطال، أما أولئك في مختلف الدول الذين خزنوا البضائع حتى يرتفع ثمنها ومن ثم بيعها فأرجو ألا يظنّوا لحظة واحدة بأنهم أذكياء وإن أسوأ المفردات تعجز عن وصفهم ووصف سوء أنفسهم وعجزهم عن صناعة سبب صغير لاحترامهم، أذهب إلى اتجاه آخر.. هل صوتك جميل عزيزي القارئ؟ حسناً أحدهم ظن ذلك إلى أن أبلغ بخطأ ظنه، مفرج المجفل غرد مقتبساً عن ألكساندر إيفانوف: “حين يبكي طفلي في الليل أغني له لينام، ولكن الجيران صارحوني بأنهم يفضلون صوت بكاء طفلي”. المخرج السينمائي عمرو عرفه اكتشف لقاحًا لفيروس كورونا ونشر خبر هذا الاكتشاف بلهجته المصرية: “لقاح فيروس كورونا إنك تتلقح في البيت”، في أزمة كورونا جوانب لا يراها الجميع، صاحب حساب f.h غرد واصفاً حال بعض المتضررين الذين لا نشعر بهم عادة خصوصاً نحن المتزوجين من امرأة واحدة: “أكثر واحد متورط الأيام هذه اللي متزوج مسيار.. ما عنده أي حجة عشان يطلع من البيت، لا استراحات ولا سفريات وحتى العمل إجازة إجبارية والصلوات في البيوت”. بدر الحمود غرد عن جيلنا بعد كورونا: “إذا عدت جائحة كورونا على خير وستعدي إن شاء الله، سيكون جيلنا أكثر سعادة بسبب الامتنان للروتين والأساسيات التي اعتقدنا بأنها مضمونة طيلة أعمارنا”، شاركت بعض وسائل التواصل في زيادة الخوف لدى الناس الذين لا حل لديهم سوى الجلوس في منازلهم وتنفيذ التعليمات الصحية، كان من الأفضل لو أن هذه الوسائل نشرت ما يبعث على التفاؤل وعلى ما يفيد ويمتع القراء ويبعدهم عن الاكتئاب، وعن الاكتئاب قرأت تغريدة غرد بها صاحب تجربة، صاحب حساب الكاتب والروائي غرد: “مشكلة الاكتئاب أنه مرض مخادع، يجعلك ترى السعادة سطحية والحزن عميقًا، وهذا ما يجعلني قلقاً أحياناً كثيرة وأفكر بالحلول لمشاكلي، لكنني اكتشفت أن مشاكلي غير موجودة أصلاً.. وأنني فقط إنسان متوتر من دون سبب”.