|


بدر السعيد
دروس كورونا (1) ..
2020-03-21
في مسارنا التاسع قبل أسبوع وتحت عنوان “كأس كورونا” استعرضت معكم منافع أزمة “كورونا” من مبدأ النظر في الجزء المملوء من الكأس، وقد كان ذلك بالتزامن مع أولى مؤشرات الخطر القادم نحو المنطقة بشكل عام.. واليوم وبعد مرور أسبوع كامل على المقال السابق فقد وجدت نفسي أمام جملة من المنافع التي أدركها العالم أجمع ومجتمعتنا السعودي الكبير بشكل خاص.. والعديد من الدروس التي سنرويها للأجيال من بعدنا..
مع أزمة كورونا ظهر لنا بوضوح مدى الفارق الكبير بين التغني بحقوق الإنسان بالأقوال وبين الحفاظ عليها بالأفعال.. فبينما كنا نسمع ونقرأ ونشاهد ذلك التشدق بمواويل “حقوق الإنسان” التي اختزلها بعض الغربيين وبعض من تأثر بثقافتهم وأقصد بذلك تحجيم معنى “حقوق الإنسان” وحصره في جوانب هامشية مقارنة بالحقوق التي يستحقها كل إنسان على ظهر هذا الكوكب..
مع أزمة كورونا اتضحت لنا مواقف حكومات العالم أجمع بكل جلاء وشفافية والمتمثلة في تصاريح القادة والحكام وقراراتهم الحكومية الناشئة عن تعاملهم مع هذا الوباء العالمي، لتكشف لنا الوجه الحقيقي لأسطوانة “حقوق الإنسان” ولكي يدرك العالم أجمع يقيناً أننا نعيش في بلد يراعي حكامه وقادته وكافة قطاعاته واجبات وحقوق الإنسان ويمارس دوره المشرف والمتوقع منه في المحافظة عليها..
مع أزمة كورونا كانت بلادي في الموعد بعد توفيق الله سبحانه ثم بقيادة وطنية على ثقة وتطلعات شعبها وقطاعات سعودية سخرت كافة عقولها ومقدراتها وسواعد أبنائها لحماية مجتمع يقف فيه الإنسان على قمة هرم الأولوليات كأهم عنصر في تركيبة الحياة السعودية..
شكراً أبطال الصحة.. شكراً بحجم أفعالكم.. شكراً بحجم الثناء الذي أظهره الملك يحفظه الله في كلمته الأخيرة لشعبه وللعالم.. وأعني به الشكر الذي يليق بقيمتكم ومكانتكم.. وهنيئاً لكم بذلك الشرف والفخر الظاهر على جبينكم وإن لم يشاهده الجهلة أو يقدروه حق قدره..
بقي أن أهمس في أذن كل “مهمل” لا يزال يهمش دوره المهم تجاه أهله ومجتمعه لأقول له: إن كل ما قامت وتقوم به القطاعات الحيوية في الوطن لا يمكن أن يؤتي ثماره بعد توفيق الله ما لم تكن أنت الجندي الأول في انضباطك وتقبل التوجيهات بالبقاء في منزلك حماية لك ولنا ولكافة أفراد المجتمع..
اللهم كن عوناً لهم في كل ما يبذلونه من جهود واحمنا سبحانك من الشرور والأسقام..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..