|


بدر السعيد
دروس كورونا (2)
2020-03-28
وللأسبوع الثالث على التوالي يستمر الحديث في مسارنا التاسع عن “كورونا”، إذ لا تزال تداعياتها وآثارها حول العالم تخيم على عقول البشر قاطبة قبل منصات الإعلام والجهات الحكومية والدولية كافة.. ويبقى العقل في زحمة ذلك كله بين خبر مبشر وتقرير مزعج بين أمل ورجاء..
في أزمة “كورونا” كان لرياضتنا ورياضيينا دور لا يمكن تجاوزه ومساهمة لا يمكن إنكارها والتفاف رياضي عام ظهر بوضوح وجلاء، مؤكداً أن الرياضة لا تتوقف عند منافسات الميدان بين ربح وخسارة فالأمر هنا أظهر جانب الوعي والإدراك حول المسؤولية التي تقع على عاتق كل رياضي يسعى لبناء وطنه من خلال صوته وقلمه ونشاطه العضلي والعقلي..
في أزمة “كورونا” كان للجهات الرياضية والرياضيين دورهم الفاعل في نشر النصح والإرشاد وتوظيف مرحلة التوقف “الاحترازية” بالشكل الذي يجعل من أنماط الحياة بلسماً لمجتمع كامل وليس لنجم معين أو نادٍ بعينه..
في أزمة “كورونا” ظهر لنا الرياضيون بشكلهم التلقائي العفوي وهم يمارسون نشاطهم الرياضي في منازلهم في تنافس إيجابي شريف يتقدمهم في ذلك قائد الرياضة في وطني الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل ومعه ذلك الموج الكبير من الرياضيين بمختلف فئاتهم لاعبين وإداريين ومدربين ومنسوبين وإعلاميين وغيرهم..
في أزمة كورونا أدرك الكثيرون أن رياضتنا بخير طالما أن هناك من يعي مسؤوليته تجاه مجتمعه ويوظف شهرته ونجوميته في اتجاه الخير فهاهم نجومنا يسجلون أروع الأهداف والنقاط ويحسمون المواجهة في وجه هذا الوباء وهم يقدمون أنفسهم كقدوات تتسابق في سبيل اتباع التعليمات والتوجيهات والوتجهات العامة والمهمة لكافة أفراد مجتمعنا..
في أزمة كورونا أظهر لنا الإعلام الرياضي وجهاً جميلاً وهو يقدم دوره بشكل متناسق بين طرح مشوق يتناسب مع تواجد المتابعين في منازلهم وبين طرح توعوي يراعي أهمية المرحلة وقيمة الإرشاد فيها وطبيعتها التي تحتم علينا الكثير من التغيير باتجاه الصالح العام، وهذا ما حصل ولله الحمد والمنة..
في أزمة كورونا أيضاً انكشفت أمامنا الكثير من العقليات السلبية التي لا تملك المخزون الفكري والعلمي الناضج والذي يتيح لها أن تقدم نفسها في هذه المرحلة ولا غيرها من المراحل.. إلا أن الإيجابي في الأمر هو أنهم قلة ولله الحمد وأن شخصياتهم انكشفت أمام الملأ أكثر وأكثر..
اللهم كن عوناً لبلادنا في تجاوز هذه المرحلة وكافة دول العالم.. واحمنا سبحانك من الشرور والأسقام ما ظهر منها وما بطن..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..