|


أحمد الحامد⁩
شهرة الاستهبال
2020-03-28
تظهر الآن ردات فعل سلبية تجاه تصرفات بعض المشاهير الذين تعاملوا مع أزمة كورونا من دون مسؤولية ووعي، جاءت الأزمة لتعطينا بعض نتائج الإعلام الجديد من جانبه السلبي، الجانب الذي احتجنا فترة من الزمن حتى نتعرف عليه، خصوصاً أن وسائل الإعلام الحديثة منذ ظهورها كانت تسير بسرعة الضوء، الشهرة اليوم لا تتطلب الكثير من الجهد، حتى “الاستهبال” يحقق الشهرة كما حدث لبعض “المستهبلين”.
لكن المشكلة تكمن عندما يحصل هؤلاء على شرعية شهرتهم عندما تتعامل معهم مؤسسات وشركات رسمية للدعاية عن خدماتها ومنتجاتها، وعندما تستضيفهم قنوات إعلامية معروفة وتقدمهم كمشاهير في المجتمع، قبل قليل شاهدت تقريراً تلفزيونياً قدمته قناة شهيرة تنتقد فيه تصرفات هؤلاء المشاهير بسبب ما بدر منهم من تصرفات سيئة في الأيام الماضية، كنت أتمنى لو اعترفت القناة بأنها شاركت كثيراً في إعطاء الصبغة الشرعية على شهرة مثل هؤلاء عندما استضافتهم وتداولت فيديوهاتهم على شاشتها رغبة في جذب متابعين هذا المشهور، تنسى القنوات التلفزيونية نفسها كثيراً عندما تلاحق هؤلاء المشاهير معتقدة بأنها “تلم” الجمهور لشاشتها دون أن تنتبه بأنها قائد، وليس تابعة ومُوجِهة لا مُوجَهة وصانعة لا مصنوعة، وأن من مهامها المساهمة مثلما يساهم التعليم والأدب في رفع ثقافة المشاهد وتقديم المحتوى الجميل الذي سيظهر “المستهبلين” على أنهم مجرد مستهبلين، ما حدث أن القنوات “استهبلت” بدورها بحثاً عن أكثر المشاهدات لبرامجها على اليوتيوب وعلى مواقعها، لا نستطيع أن نلوم الجمهور لأنه يشاهد ويتابع بعض المشاهير الذين لا مسؤولية لديهم طالما أن بعض القنوات المهمة تسوق لهم وتظهرهم على أنهم المحتوى الأهم.
من حق أي إنسان أن يعمل في المجال الإعلامي طالما أنه تعلم أو كان يملك القدرات اللازمة، والإعلام مثله مثل أي مهنة قد يقتحمها من لا علم أو دراية لديه كما فعل بعض المشاهير وبمساندة بعض القنوات التلفزيونية، لكن المشكلة في اقتحام الإعلام دون دراية أن العمل الإعلامي حساس، وقد تكون بعض أخطائه مضرة ومدمرة للدرجة التي تكبد المجتمع خسائر كبيرة، لذلك كانت أهم مواصفات الدخول إلى هذا المجال الكثير من الوعي والمسؤولية والكثير من الأخلاق العالية.