|


أحمد الحامد⁩
تفضل شاي
2020-03-30
ما رأيك أن أقدم لك فنجاناً من الشاي، وأحكي لك بعض المعلومات عنه، منذ أن قرأت عن الشاي وأنا أرى أن سبب انتشاره الرئيس هو حتى يحصل الإنسان على رزقه في أرض الله الواسعة.
أول ذكر للشاي يعود للصين عام 800 ميلادي، وكان اليابانيون أكثر زبائنهم، وعندما علم البريطانيون بوجود هذا النبات وجربوا مذاقه سيطروا على صناعته في الهند وسريلانكا، ما أقدمه لك الآن هو ما يسمى بـ english tea لكنه ليس إنجليزياً، بل غالباً هندي أو سريلانكي، سيطرتهم على هذه الصناعة أعطتهم ملكية هذا الاسم “شاي إنجليزي” والإنجليز عندما كانوا يحتلون الولايات المتحدة الأمريكية حاولوا أن يعاقبوا الأمريكان عندما ثاروا ضدهم وذلك بمنعهم من شرب الشاي الإنجليزي، منعُ الإنجليز الشاي عن الأمريكان فتح سوقاً جديدة ولكن ليس للشاي الذي كان المشروب الأول عند الأمريكان، بل للقهوة التي كان مزارعوها يعانون من صعوبة في بيع محاصيلهم كل عام، ما إن اختفى الشاي من الأسواق الأمريكية حتى سطع نجم القهوة ومنذ تلك الأيام أصحبت القهوة هي المشروب الأول في أمريكا، ازدهرت زراعة الشاي في سريلانكا وفتحت فرص عمل لعشرات الآلاف، كانوا يزرعون الشاي بالقرب من شواطئهم حتى جاءت موجات تسونامي كبيرة 1860 ـ 1870 دمرت كل محاصيلهم وهذا ما يفسر لنا لماذا يزرع السريلانكيون الشاي في الجبال، من الأمور التي ساهمت في انتشار الشاي عند العامة هو ما كتب في كتاب اسمه سي لاسي “1878” يروي كاتبه فوائد الشاي على صحة الإنسان وهذا ما ساهم في انتشاره لدى العامة في أنحاء العالم، لكن من يزرع الشاي لا يعني بأنه أكثر من يشربه، الأتراك اليوم هم أكثر من يشرب الشاي بواقع 3.6 كيلو للفرد، البريطانيون والإيرلنديون في المركز الثاني بمعدل 2 كيلو جرام للفرد، لا يخلو مقهى إنجليزي من تجمعات النساء العجائز وهن في كامل أناقتهن يشربن الشاي بهدوء وأحاديث هامسة، كلما شاهدتهن تذكرت جدتي رحمها الله وسنوات الشقاء التي عاشتها وملابسها الداكنة خلافاً للألوان الربيعية المبهجة في ملابس العجائز الإنجليزيات، وصل الإنتاج العالمي إلى 4.7 مليون طن، الصين أكبر منتج، أما الشاي الذي أقدمه لك الآن فمصدره الهند ثاني أكبر مصدر للشاي، هل أعجبك الشاي؟ لا.. والحديث عنه؟ لا أيضاً.. الله يسامحك.