|




أحمد الحامد⁩
عزيزي الرجل أرجوك..
2020-04-03
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن عالمًا قبل كورونا لن يكون مثل عالم ما بعد كورونا، أتفق معه ولكن ليس على كل شيء، فأنا لا أعلم ماذا يقصد بالتحديد وما الذي سيختلف في العالم بعد كورونا، هو ينظر برؤية سياسية واقتصادية، أما أنا فأنظر برؤية اجتماعية وأسرية وهذا ما يهمني.
نعم يا أحبتي لن يعود العالم بعد كورونا كما كان، فبعد جلوس الرجال في منازلهم بسبب المنع ومشاركتهم لمسؤوليات البيت من تنظيف وطبخ واهتمام بالأطفال .. هل تظنون أن الزوجة ستقبل بفقدانها لجهود الرجال في مساعدتها على شؤون البيت بعد أن وجدت من يحمل معها بعض المسؤوليات المنزلية؟ بعض الرجال سامحهم الله أظهروا مهارة فائقة في إعداد الطعام دون أن يعلموا بأنهم يفتحون على أنفسهم باباً يصعب إغلاقه بعد كورونا.. وبعضهم وللأسف وبسبب الأحاديث اليومية المتكررة مع الزوجة اعترفوا على شقاوة بعض أصدقائهم غير عارفين إن اعترافاتهم هذه ستبعدهم عن الالتقاء بهم بعد كورونا بأمر من الزوجة.. يمر الرجل بوضع لم يمر به منذ مئة عام، أثّر الجلوس الطويل في المنزل على نفساياتهم الأمر الذي جعل أمزجة بعضهم في حالة سيىئة.
قرأت خبراً عن تلقي الشرطة البريطانية للعديد من شكاوى الزوجات على أزواجهن، لكن الشرطة ليست في وضع يسمح لها بأن تحل خلافاً بين زوجين تاركة كورونا وشؤونه، لذلك لم تعر مثل هذه الاتصالات مثل ما كانت تعيرها قبل كورونا، بعض الأطباء النفسيين جزاهم الله خيراً وجهوا رسالة للرجال حول العالم “في بعض أوقات الحجر المنزلي سوف تتكلم مع الأشجار، الحائط، الكرسي، هذا الشيء طبيعي.. لا تتصل بنا، تواصل معنا فقط عندما يردون عليك”، أما منظمة “لا لقهر الرجال”، فقد نشرت العديد من التعليمات حصلت على واحدة وبدأت بتنفيذها فوراً “حافظ على توازن العلاقة مع زوجتك أثناء وجودك في المنزل بسبب المنع، مرة أنت المخطئ، ومرة هي التي معها الحق، مع تحيات قسم إدارة المخاطر والأزمات”، ما يمر به الرجال أمر صعب جداً، فهم يلعبون في ملعب ليس بملعبهم، المشكلة ليست هنا فقط بل أيضاً في ما عبّر عنه أحد رجال المنع بلهجته العامية دون أن نجد لتساؤله أي حل لغاية الآن: لا الحريم يبونا في البيت... ولا الحكومة تبينا في الشارع.. وين نروح؟!