|


فهد الروقي
سالم يا سالم
2020-04-03
قبل سنوات كان سالم الدوسري لاعبًا بجسد هزيل وبفكر مشتت رغم مهاراته العالية وسرعته الفائقة ومجهوده الوافر والكبير، ولم تكن الجماهير الزرقاء راضية عنه وتعزو سبب ضعف مردوده الفني للنقص الحاد في مشروع صقل البداية، حيث إنه لم يلتحق بالفريق إلا متأخرًا وفي آخر درجة الشباب وهناك من يقول إنه كان في عمر الفئة “الأولمبية”.
ظلت حالة عدم الرضا متواصلة بين سالم والساحة خصوصًا في جانب المدربين حتى تنبه سالم لنفسه وقرر أن يتغيّر ويصبح لاعبًا محترفًا بشكل حقيقي، وليس مجرد حبر على ورق، ولا أعلم عن سر هذا التحول في حياته وهل للزواج المبكر دور فيه ومدى تأثير الزوجة الصالحة على زوجها.
الأكيد أن سالم قرر المحافظة على موهبته وتطويرها فاهتم بجسده وتعاقد مع ممرن بدني خاص يقضي معه فترة يومية عقب تدريباته الرسمية مع فريقه، حتى ظهرت عليه علامات التكامل البدني والقوة الجسدية ظاهريًّا وفنيًّا من خلال التحاماته بالمنافسين مهما كانت قوتهم، ثم إنه نضج فنيًّا، فبات يعلم متى يحتفظ بالكرة ومتى يطلقها ومتى يسدد وكيف يتحرك، وقد تكون لتجربته مع نادي “فياريال” الإسباني دور إيجابي وإضافة مميزة، علمًا أن التطورات على مستواه ولياقته وقوته بل سرعته المقننة ظهرت قبل التجربة الإسبانية.
حتى إنه وبعد عودته منها وإصرار مسيريه على شراء عقده وانتقاله نهائيًّا لصفوف فريقهم، استشارت الإدارة الهلالية آنذاك مدرب الفريق جورجي جيسوس ودون تردد رفض العجوز البرتغالي التخلي عن سالم ووصفه بأنه “المحترف التاسع”.
سالم ليس اللاعب الوحيد الذي سعى لتطوير ذاته سواء في فريقه أو في باقي الفرق، لكنه حاليًا النموذج الأبرز مقابل للأسف الشديد عشرات المواهب إن لم تكن المئات تهدر طاقاتهم وتؤد مواهبهم بأنفسهم بإهمالهم لها وعدم حرصهم على حمايتها وحماية أنفسهم من العديد من العادات السلوكية والغذائية الضارة.

الهاء الرابعة
كلك تعالي غلا والا ارجعي كلك
بعض الغلا منك ما يستاهل الجية
طالت وانا في رجا ليتك ويا علك
أوراق بالذاكرة وأوراق منسية