|


مساعد العبدلي
الاعتماد الذاتي
2020-04-18
تحدثت في مقالة الأمس عن “شكل” العالم بعد انحسار فيروس كورونا وقلت إننا سنعيش في “عالم جديد”...
ـ أواصل الحديث اليوم عن “كيفية” التغيير في العالم وتحديداً على صعيد ما يسمى “الاعتماد الذاتي”، وهو مفهوم “مهم” للغاية يجب أن “نفهمه” ومن ثم “نتعامل” معه في المرحلة المقبلة..
ـ لا يمكن أن أتحدث عن “الاعتماد الذاتي” دون التذكير أو العودة لمقالة سابقة كتبتها في هذه المساحة “أشدت” فيها بما قامت وتقوم به الحكومة السعودية على صعيد “الإنفاق المتوازن” في الميزانيات السنوية المتوالية..
ـ قلت إن “الإنفاق المتوازن” يتمثل في ألا تنفق على مجال “واحد” الجزء الأكبر من الميزانية وتهمل بقية المجالات “على سبيل المثال تصرف النسبة الأكبر على التسلح وتتجاهل بقية القطاعات”.. وهو ما حدث في دول تسمى “بالعظمى”..
ـ هذه الدول “العظمى” وجدت نفسها “تعاني” في أزمة فيروس بينما نجحت المملكة العربية السعودية في التعامل مع الأزمة لأنها “توازنت” في الإنفاق على “كل” المجالات عسكرية وصحية وتعليمية.. بمعنى أن السعودية وضعت “بناء الإنسان” أولاً.. لذلك حظيت “أي السعودية” بإشادة العالم أجمع..
ـ أعود لمفهوم “الاعتماد الذاتي” وهو أن “معظم” دول العالم بعد أزمة كورونا ستعتمد “ذاتياً” في كثير من المجالات حيث وضح أن “الاعتماد” على دول “أخرى” لم يكن إيجابياً في كثير من الأمور..
ـ سيكون “للزراعة الداخلية” دور فاعل في كثير من دول العالم مثلما هي الصناعات “الخفيفة” وتحديداً المتعلقة بالصحة كصناعة الكمامات والمعقمات والمنظفات..
ـ تفعيل دور ومفهوم “التعليم عن بعد” وتوفير أجهزته ومستلزماته سيكون من “أول” اهتمامات الدول وكذلك “العمل عن بعد” سيكون هدفاً للدول أجمع خصوصاً تلك المقتدرة منها..
ـ حتى ما يسمى “بالتكامل الاقتصادي” بين دول “العالم” أو دول “الإقليم” أظهر فشلاً ذريعاً خلال أزمة كورونا فلم تستطع الدول أن تسند بعضها لأن “بعض” الدول لم تستطع أن تسند “نفسها” أصلاً..
ـ صحيح أن هذا التحول إلى “الاعتماد الكلي” يحتاج لفترة زمنية طويلة قد لا تقل عن 10 سنوات حتى يكون فاعلاً ومؤثراً لكن علينا أن “نؤمن” بأهميته وندعم الدول على البدء في تحقيقه وتحويله إلى واقع..
ـ نحن “في السعودية” نكاد نكون من أقرب دول العالم “للاعتماد الذاتي” والشواهد عديدة “زراعياً وصناعياً وتعليمياً وتقنياً”، ومن هنا يحق لنا أن “نفخر” بوطننا الذي “سبق” كثيراً من دول العالم..