|


مساعد العبدلي
كورونا بين الواقع والحقيقة
2020-04-19
عندما تتعرض سيارتك “لعطل” فني فإن أول ما تسعى له هو “إصلاحها”، لتستفيد منها وتستطيع استخدامها، وبعد “إصلاحها” ستبدأ في البحث عن أسباب “الخلل” لتضمن عدم حدوثه مستقبلاً.
ـ أما إذا أمضيت “الوقت” في البحث عن “أسباب” العطل دون “إصلاحه”، فهذا يعني “إطالة” الوقت في عدم استفادتك من سيارتك.
ـ وجدتني مشدودًا للربط بين هذا المثال وما يحدث حاليًا مع أزمة فيروس كورونا الخطير.
ـ هذا الفيروس الغامض اجتاح العالم “فأصاب” الملايين و”قتل” عشرات الآلاف و”يتعافى” منه البقية ببطء شديد، حتى أنه “أي الفيروس” بات حديث العالم، بل إنه نال شهرة واسعة كونه الموقف “الوحيد” في التاريخ الذي نجح في “لم” شمل العالم “واتحادهم” من أجل محاربته والقضاء عليه.
ـ خلال عقود وقرون مضت والعالم “دول وقارات وشعوب” يتنافسون وأحيانًا يتقاتلون فيما بينهم وينقسمون إلى فئات ويفشل كثيرون في “جمع” شمل العالم، حتى بات هذا العالم منقسمًا حتى “ظهر” كورونا ووحدهم.
ـ اليوم “يتفق” العالم على خطورة هذا الفيروس و”يتحد” العالم من أجل “محاربته أولاً”، ومن ثم البحث عن “حلول جذرية” لضمان عدم عودته مستقبلاً.
ـ الغريب أن العالم “وإن كان اتحد في الاعتراف بخطورة كورونا وضرورة مواجهته”، إلا أنه “أي العالم” اختلف في طريقة التعامل معه، فهناك دول وضعت “الأولوية” لمكافحة الفيروس والعمل على “عدم” انتشاره وضرورة مكافحته، وفي الوقت نفسه البحث عن علاج “عاجل” لمعالجة من تعرضوا للإصابة أو “لقاح” لوقاية من لم يتعرضوا للإصابة.
ـ بينما هناك دول “غفلت” بعض الشيء عن المكافحة “العاجلة” للفيروس وبدأت في “البحث” عن أسبابه ومن أين وكيف انطلق؟.
ـ هنا تذكرت السيارة التي تعرضت لعطل فني.. هل الأفضل أن “نسارع” لمكافحة كورونا والقضاء عليه أم “نبحث” عن أسبابه وكيف وأين بدأ؟
ـ لدينا قيادة حكيمة ورشيدة لم “تشغل” نفسها بكيف وأين بدأ الفيروس؟، بل تعاملت معه على أنه “واقع” يجب التعامل معه بسرعة، وأنه “حقيقة” ملموسة وليس فقاعة إعلامية، والدليل على ذلك ضحاياه الذين باتوا بالملايين.
ـ حكومتنا الرشيدة سارعت للتعامل مع “الواقع” وهو خطورة الفيروس وكيف تحمي شعبها “مواطنين ومقيمين”، وتركت “للمختصين” إجراء الدراسات والبحوث حول هذا الفيروس، وهنا تكمن حكمة القيادة السعودية.
ـ بالفعل أن تتعامل مع “الواقع والحقيقة” فهذا يعني أنك تعيش واقعك وتتعامل معه وفق ظروفه الآنية العاجلة.