|


أحمد الحامد⁩
جولة كورونية
2020-04-20
بدأ بعض سكان أوروبا بإظهار مللهم من الحجر المنزلي، شمس الربيع وأزهار النباتات والورود كلها مغريات لا تقاوم، الطقس الأوروبي المثالي الآن يشعل الحسرات في قلوب المنزوين في صالونات وغرف منازلهم.
كما أن الكثير منهم بدؤوا يتأثرون اقتصاديًا، بعض الشبان الألمان تظاهروا في الشوارع مطالبين برفع الحجر، لا أظن أن حكومتهم تستحق هذا التصرف تجاهها، لقد أدارت أزمة كورونا ببراعة، الغريب أن أفضل الدول الأجنبية التي أدارت أزمة كورونا بصورة ممتازة كانت ترأسها نساء.. ميركل الألمانية وجاميندا أردين النيوزيلندية، أظهرت النساء إذن حسن إدارتهن مثلما يحسن إدارة شؤون بيوتهن، سمعت أن جاميندا أردين عندما بدأت أزمة كورونا واشتعلت بؤرة إيطاليا أجرت اتصالاً بالإيطاليين أصحاب التجربة الأعنف وسألتهم سؤالاً مباشرًا: لماذا يحدث معكم ما يحدث وبصورة مختلفة عن باقي الدول؟ أجابوها بأنهم تأخروا في اتخاذ الإجراءات اللازمة من غلق المدن وفرض الحجر المنزلي، لم تتردد أدرين، ظهرت عبر كل الوسائل الإعلامية ووجهت حديثها للشعب: أمامكم ست ساعات فقط وبعد هذه الساعات لن يستطيع أحدكم الخروج من المنزل.. وهذا ما حدث وهذا ما جعل من نيوزيلندا من البلدان الأفضل تعاملاً وإدارة مع أزمة كورونا، لم تتأخر رئيسة وزراء نيوزيلندا في اتخاذ قراراتها الحازمة بينما تتهم الصحف البريطانية رئيس وزرائها بوريس جونسون بأنه لم يكن حاسمًا بل قالت بأنه لم يحضر عدة اجتماعات لإدارة الأزمة، لقد ظهرت تجاعيد بريطانيا وبات واضحًا بأنها كانت ثقيلة الخطى أمام عدو رشيق، مجلة التايم كتبت قبل يومين أن بريطانيا ستكون الأكثر ضررًا من كورونا، اهتمت بريطانيا بكل ما يؤدي إلى ارتفاع مدخولاتها وسمحت لسكان العالم بشراء عقاراتها الآمنة للدرجة التي ارتفعت بها عقاراتها عدة أضعاف مما صعب على البريطانيين الشباب شراء منزلهم الأول، لكنها نسيت أن تزيد من عدد الأسرة في مستشفياتها، قد تعيد بعض الدول من حساباتها بعد رحيل كورونا، ليست الدول فقط بل حتى البشر سيعيدون حساباتهم، خصوصًا أولئك الذين شعروا بالقلق والخوف من كورونا واكتشفوا حينها بأنهم لم يعيشوا حياتهم بشجاعة كافية.