|


رياض المسلم
وفاء لوريل وهاردي وجفاء السدحان والقصبي
2020-04-27
العام 1927م، شهد الولادة الفنية لأشهر ثنائي كوميدي، ستان لوريل، وأوليفر هاردي، فنثرا الفرح في زمن الحربين العالميتين، قدما سويًا ما يقارب الـ 100 فيلم، إلى جانب المسرحيات. بعد مُضي 25 عامًا على العمل سويًا، قرر لوريل الانفصال والانطلاق وحيدًا، ولكنه سرعان ما تراجع بعد أن أصيب هاردي بأزمة قلبية، ومنعه الأطباء من الصعود إلى المسرح نهائيًا، ونظرًا لارتباطهما بعقود ملزمة يقبل لوريل أن يستبدل رفيق دربه، وفي ليلة العرض يرفض الظهور على المسرح، ورحل النجمان فيما بعد، وبقيت أفلامها في السينما والمسرح والصور المتحركة ناطقة.
يقول الراحل حسين عبد الرضا عن سبب انفصاله عن سعد الفرج: “إنه يصعب أن تجد نصًا يخدم الثنائي”، ما ذكره جاء بعد تاريخ جمعهما منذ بداية الستينيات، وعلى الرغم من ذلك عادا مجددًا في مسلسل “سوق المقاصيص” بعد غياب 20 عامًا، فكان النجاح حليفهما..
الثنائي ناصر القصبي وعبد الله السدحان، ارتباطهما الفني يقارب الـ25 عامًا، رسما بحضورهما معًا علامة فارقة، فقدما أعمالًا خالدة، الجمهور لم يتقبل أن يشاهد أحدهما بعيدًا عن الآخر، حاول ناصر الهروب بمسلسل السراج في العام 1994م ولكنه لم ينجح فعاد إلى طاش مع عبد الله من جديد ويطلقان صاروخا كوميديًا قلب موازين الضحك في المجتمع..
القصبي قدم أعمالًا كوميدية عدة بعد الانفصال الشهير، بعض منها لاقى قبولًا، ولكن دائما ما تقارن بأعماله السابقة مع السدحان الذي هو الآخر كان يعاني أيضا من الفراق، فلم يتمكنا من تجاوز النجاح مجتمعين..
في رمضان 2020م، النجمان يقدمان عملين منفصلين لهما من اسمهما نصيب، القصبي في مسلسل “مخرج 7”، وكأنه يقول لعشاقه حان الوقت للخروج من الأعمال الفنية التجارية والعودة إلى طاش عبد الله، والسدحان يعرض مسلسل “كسرة ظهر” وكأنه يتألم من الفراق الفني الكبير، البداية للعملين لم تكن مقنعة..
جيم كيري كان في منتهى الذكاء عندما قدم الجزء الثاني من فيلم “الغبي والأغبى” مع ثنائية جيف دانييلز بعد مضي 20 عامًا، وظهرا بقليل من التجاعيد ورسما كثيرًا من الضحك والنجاح.. التجربة كررها الثنائي ويل سميث ومارتن لورنس فقدما فيلم “فتيان أشقياء”، عامي 1995م و2003 ومن ثم افترقا قبل أن يعودا هذا العام 2020 ليكررا الإنجاز..
وعلى الرغم من النجاحات التي حققها النجوم العالميون منفصلين، إلا أن ذلك لم يمنع من عودتهما ليضيفا على النجاح نجاحًا..
القصبي والسدحان لم يحققا النجاح الكبير إلا مجتمعين ورغم ذلك يكابران.. ظهورهما مجتمعين صامتين في ملصق إعلاني لعمل يعيدهما كفيل بنجاح العمل قبل عرضه.. عليهما أن يستفيدا من تجارب العودة العالمية.. فإلى متى هذا الجفاء الفني؟