|


أحمد الحامد⁩
كلارا براينت
2020-04-27
أينما تجد اسمًا لامعًا لرجل ما تجد امرأة فاضلة، كيفما بحثت في الأسماء تجدها على مقربة منه، أم أو شقيقة أو زوجة أو صديقة، مثل “ماري هسكل” التي قدمت موهبة جبران خليل جبران للعالم ولم تتخلَ عنه إلا بعد أن فارق الحياة.
يقول هنري فورد “إن أعظم شيء حدث لي هو زوجتي التي تثق بي أكثر من نفسي”، والحقيقة أن فورد كان رجلاً محظوظًا بزوجته، فهي من الطينة التي تساهم في النجاح دون أن تشكو ألم الثمن، ولا المطالبة بشيء من حصاد الشهرة وسحرها، يقول فورد عن صبر زوجته إنه وقت انشغاله عدة أشهر متواصلة في ورشة المحركات التي كان ينام فيها مبتعدًا عن بيته وأبنائه وأثناء صعوده القطار اصطدم كتفه دون قصد بكتف امرأة.. نظر إليها حتى يعتذر لها وإذا بها زوجته! لكنه كان وفيًا لوفائها وطيبتها عندما نال المجد والثروة وباع من نموذج سيارته موديل تي أكثر من 15 مليون سيارة، لم يصبغ لحيته باحثًا عن فتاة صغيرة تقطف ثمار زوجته الصابرة، ولم يخف على العالم أثرها الواضح فيما وصل إليه، كان كمثل الواثقين بأنفسهم والعادلين عندما يشير دائمًا نحوها كواحدة ممن لهن الفضل، كان يعرف بأنه رزق بامرأة آمنت بقدراته واستوعبت بساطته الشديدة، شاهد العاملون في مصنع سيارات فورد رئيسهم وهو يخرج ورقة صغيرة مجعدة، كانت شيكًا بقيمة 68 ألف دولار!.
ماذا لو شاء حظ هذا الذي وصفه أديسون بأنه مهندس ميكانيكي بالفطرة أن يتزوج امرأة متسلطة تنجب منه عدة أبناء ثم تتسلط عليه بقسوتها فيضعف أمام محبته لأبنائه خشية من أن يتخذ موقفًا ينتج عن الطلاق فيتشتت الأبناء ويحرم منهم، وقد أضاع علينا مثل هذا الخوف سطوع نجوم كثيرة بسبب سوء حظهم عندما تزوجوا بنساء لا يعرفن قيمة أزواجهن، والعكس صحيح طبعًا، الأكيد أن إحدى نتائج هذا السيناريو المرعب أن ملايين الأمريكان سيحرمون من كل ما وفرته السيارة من فائدة، ولتباطأ الزمن عندهم عشرات السنين، فهنري فورد هو من سرّع في ترك الأمريكان لعربات الخيول والمحرك البخاري البطيء وفي امتلاكهم لسيارة قيمتها 850 دولارًا ولا يبيعها بهذا الثمن سواه، ساهمت سيارة فورد وانتشارها في التسريع على إنشاء الطرق ومدها بين الولايات وفي ارتفاع الإقتصاد، عن مثل زوجة هنري فورد قيل المرأة نصف المجتمع، وتطابق عليها المثل القائل: وراء كل رجل عظيم امرأة، لقد كان العالم محظوظًا عندما التقى فورد بـ “كلارا براينت” المرأة التي صارت زوجته.