|


د.تركي العواد
السومة لم يخفض راتبه
2020-04-27
كشفت قضية تخفيض الرواتب علاقة اللاعب بناديه، فالأندية التي تحترم اللاعب وتعامله بشكل لائق وتدفع رواتبه بانتظام كسبت الجولة وكانت مفاوضاتها مع اللاعبين قصيرة وسهلة. بل إن بعض اللاعبين بادروا بتخفيض رواتبهم لمساعدة ناديهم.
لاعبو الهلال أعلنوا مبكرًا تخفيض رواتبهم 50 في المئة حتى قبل اتفاق الأندية على التخفيض. وكذلك أعلن عمر السومة نجم النادي الأهلي في لقاء عن استعداده لتخفيض راتبه بالقدر الذي يراه النادي، وزاد على ذلك بقوله: “أعيش في السعودية منذ 6 أعوام، وخير هذا البلد عليّ، ورزقي من هنا، فأنا تحت أمرهم في الشيء الذي يرونه مناسبًا”. السومة لم يخسر عندما خفّض راتبه، بل زاد رصيده وزاد حب الجماهير له. السومة نموذج للاعب الذي تحبه جماهير الأهلي وتحترمه كل جماهير السعودية.
الاتحاد لن يعاني أبدًا في هذا الجانب، فمؤشر الولاء لدى من يرتدي شعار النمور دائمًا مرتفع، والتوقيع على الخمسين في المئة لن يكون أبدًا مشكلة. النصر أيضًا يعيش فترة رائعة بوجود إدارة قريبة من اللاعبين وحريصة على حل مشكلاتهم.
المشكلة ستنفجر في وجه رئيس النادي الذي يناصب اللاعبين العداء، ويتصيد أخطاءهم و”يكرّههم” في حياتهم، ثم يطلب منهم تخفيض رواتبهم وقت الأزمة. هذا لن يحدث سعادة الرئيس، فاللاعب يريد الخلاص من عقد الندامة الذي وقّعه ولن يتنازل عن دولار واحد إذا كانت رواتبه تتأخر باستمرار، كما أن اللاعب الذي يساوم ناديه مع كل نافذة انتقالات لن يخفض راتبه.
لدينا وجهان للمشكلة، إدارة متسلطة ولاعب طماع، إذا اجتمعا في قضية واحدة فلن تُحل المشكلة إلا في الدور الرابع في مقر الفيفا. لم أكره في حياتي مثل رئيس النادي الذي يصفّي حساباته مع اللاعبين.
كورونا يجب أن يغير طريقة تعاملنا مع اللاعبين، فاللاعب يجب أن يكون أولًا. دفع رواتب اللاعبين مقدم على التعاقد مع لاعب جديد أو شراء باص ملكي. يجب أن يتم اختيار الإداري القريب من اللاعبين الذي يحل المشكلات لا من يتحول لمشكلة. كما أن نوعية اللاعبين الذين تستقطبهم الأندية ستتغير، فالمستوى الفني لن يكون العامل الوحيد الذي يجعل النادي يوقع مع اللاعب، شخصية اللاعب وولاؤه للأندية التي لعب معها سيكون عاملًا حاسمًا في الانتقالات القادمة.