|


تركي السهلي
اللجنة الغائبة
2020-04-28
تقع اللجنة الطبية ضمن لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم الـ 13، وهي تتشكل من رئيس ونائب وثلاثة أعضاء لكنها غائبة منذ فترة ولا أثر لوجودها، بل إنها أخذت حال الاختفاء التام مع بروز جائحة كورونا وتوقف النشاط الرياضي في السعودية منذ منتصف سبتمبر الماضي.
وبمتابعة وضع اتحادات اللعبة في دول العالم وأوروبا على الأخص نجد اللجنة الطبية هناك هي من يجلس في الواجهة الآن وقراراتها في كل الاتجاهات هي الفاصل والمؤثر في استمرار المنافسات من عدمها وتحديد وقت لعودتها من جديد.
والحقيقة أن ما تفعله تلك الاتحادات هناك هو الصائب، فالطبية هي اللجنة التي يتناسب عملها الآن مع ما تمر به بلدانهم من تفشٍ للفيروس وهي التي تملك الحكم الدقيق كون اختصاصها ينطلق من المسائل الصحية ومدى تحقيقها لكل الأطراف بعيداً عن أي منطلقات أخرى.
ولجنتنا الطبية في اتحادنا الموقر لم تُعرّف عن نفسها أساساً ولم يٌكلّف الاتحاد السعودي لكرة القدم نفسه في شرح أهدافها واختصاصاتها عبر موقع الاتحاد الإلكتروني، إذ إن خانة وصف اللجنة ومهامها ظل أبيض كالثوب الناصع ولا شيء يشير إلى اللجنة الخماسية سوى صورة الرئيس ونائبه والأعضاء الثلاثة، أما عدا ذلك فهو الفراغ الطويل غير المؤدي إلى معلومة وعمل.
والاتحاد السعودي يُعد من الاتحادات الغنية ولديه ميزانية لن يشتكي من الفقر في ظلها، لكنه كسول على ما يبدو وغير متحمس لأي اجتماع أو تحّرك مع ما وقع على نشاط كرة القدم من وباء عطّل مفاصلها ولم يعطل العقل البشري من التفكير للخروج من المأزق. ولجان الاتحاد التي يفترض بروزها في وضع كهذا الذي نعيش، ليس لها من الأمر شيء ولا أمل حتى من تحركها في الأيّام المُقبلة.
إن التعامل مع بعض اللجان في الاتحاد كمتطلّب دولي يُفرّغها من قيمتها الحقيقية ويحوّلها إلى مجموعة صوريّة صغيرة لا قيمة لها ولا وزن، ويُحيل الجهاز بكل لجانه إلى منظومة فردية تعمل بطاقات مُحددة تأخذ في وضعيتها الكاملة الشكل دون المضمون، وتًصبح الدائرة مربوطة برئيس مجلس الإدارة والأمين العام فتدور حولهما دون أن يكون لأي عضو أو لجنة قوى مؤثرة.
لقد تخلّت بعض اللجان عن أدوارها مُفضّلة البقاء وبدا الوضع في الاتحاد كما لو أن الصمت هو سبيل النجاة.
لاحظوا أن كل ما ذكرت أعلاه يختص باللجنة الطبية في الاتحاد السعودي لكرة القدم ولم أتطرّق إلى اللجنة الفنية.