|


أحمد الحامد⁩
شاشة رمضان
2020-04-30
لم أشاهد أي عمل تلفزيوني رمضاني بعد مضي ستة أيام من شهر رمضان، لذلك لا أستطيع أن أبدي إعجابي أو امتعاضي من أي عمل.
لكن موسم الأعمال الرمضانية هو موسم الحركة الدرامية الوحيد لدينا ومازال على نفس طابعه منذ عشرات السنين، أي أننا ما بين مسلسلات ومسابقات ثم دخلت في السنوات القليلة الماضية اللقاءات التلفزيونية، وهو ما جعل من شاشاتنا فقيرة طوال 11 شهرًا لأن محطات التلفزيون أقنعت نفسها بأن عرض المسلسلات الجديدة لا يصلح إلا في رمضان، ثم تكرر بقية السنة عرض مسلسلاتها الرمضانية، أو ما عرضته القنوات الأخرى في رمضان أيضًا، ما الحل إذن؟ الحل كان لدى الجمهور عند نتفلكس وأمثالها، حيث الإنتاج الضخم والمدروس والمشوق والمسيّس أيضًا، الحديث عن “مخرج 7” لناصر القصبي هو الأكثر تداولاً منذ حلقاته الأولى، وأن ناصر لم يقدم شيئًا جديدًا منذ سنوات، وأن “مخرج 7” تكرار لأعماله الماضية مثل “طاش وسيلفي”، الحقيقة أن ناصر قدم في الموسمين الماضيين مسلسل “العاصوف” الضخم على مستوى الإنتاج، كما أنه قدم دورًا مختلفًا عما كان يقدمه طوال 30 عامًا، لكن الناس سرعان ما تنسى وتويتر يتيح المجال للتعليق لمن يريد، وإذا ما تكاثر رأي رغم خطئه الواضح فإنه يصبح عند البعض رأيًا عامًا، حاول البعض أن يدافع عن ناصر، كان دفاعهم يشبه محاولة إثبات أن الشمس مصدر النور!
شهر رمضان يزخر بالتاريخ ولو كنت مديرًا أو صاحب محطة لكثفت في هذا الشهر الأعمال التاريخية، وقصص العرب، وعرضت في الـ 11 شهرًا الباقية الأعمال الحديثة، ولن أنظر لمنافسة القنوات الأخرى بما هو معتاد وغير مفاجئ، ويتذكر القارئ بعض المسلسلات التي لاقت رواجًا غير عادي مثل “ملوك الطوائف، والزير سالم”، كم نسبة الذين كانوا يعرفون الزير سالم وجسّاس والحارث بن عباد وجحدر رغم أنها شخصيات حقيقية؟ أنا لم أعرف ملوك الطوائف ولا تلك الدول كما عرفتها من خلال المسلسل، حتى باب الحارة في أجزائه الأولى وإن كانت حكاياته غير حقيقية إلا أنها لامست شيئًا من حقبة تاريخية، وكان مشّوقًا قبل أن يدخل المخرج في فانتازيا قتل أبطاله بسبب خلافاته الشخصية معهم، ثم أعاد بعضهم للأجزاء التالية مرة أخرى، لدينا أكثرية تجهل الكثير من تاريخها، لأن معرفته تعتمد على القراءة ومن أدوار الإعلام أن يحتال على الجمهور الذي لا يقرأ بأن يقدم له التاريخ بصيغة أخرى مع كسب مادة غير مطروقة تلفزيونيًا، حتى “العاصوف” رغم أنه يتحدث عن الخمسين سنة الماضية إلا أنه كان مادة جديدة للجمهور الشاب عرض خلالها شيئًا من التاريخ القريب.