|


مساعد العبدلي
كورونا.. أم رداءة إنتاج؟
2020-05-05
اعتدنا أن يكون شهر رمضان “بعيداً عن جوانبه الدينية الإيجابية المتعددة” مصدراً لتقديم الأعمال التلفزيونية..
ـ كانت الأطراف المتعلقة بالأعمال التلفزيونية من شركات إنتاج إلى كتاب ومخرجين وممثلين “وحتى رعاة تجاريين” يدخرون جهودهم من أجل تقديم الأعمال الرمضانية..
ـ تسابقت القنوات الفضائية خلال آخر عقدين من الزمان لشراء حقوق بث العديد من المسلسلات العربية المختلفة بحثاً عن عدد أكبر من المشاهدين، وكلما زاد عدد المشاهدين زاد عدد المعلنين التجاريين وارتفعت أسعار الإعلانات وهنا المكسب، “بل الهدف الرئيس والأكبر” للقنوات الفضائية..
ـ كانت الأعمال العربية المختلفة “كوميديا – دراما” متميزة للغاية سعودية كانت أو مصرية أو سورية أو كويتية أو إماراتية، وكان المشاهد “يحتار” في متابعة المسلسلات بسبب “تعارض” وتداخل مواعيد العرض، ويضطر “المشاهد” لتأجيل مشاهدة “بعض” الأعمال الفنية إلى ما بعد نهاية شهر رمضان في فترات إعادة عرضها..
ـ كانت أعمالاً فنية متميزة تستحق أن يمضي الشخص “وحده” أو مع بقية أفراد أسرته الوقت في مشاهدتها وكان التميز “شاملاً” بدءًا من “فكرة” العمل مروراً “بكاتب العمل أو مؤلفه”، امتداداً لطاقم العمل من ممثلين ومخرجين وانتهاءً بشركات إنتاج متميزة وخبيرة..
ـ بدأت “جودة” الأعمال الفنية في “التراجع” من موسم “رمضاني” لموسم آخر، ووضح أن الأعمال الفنية بدأت تسير نحو الهدف “المالي الربحي البحت” بعيداً عن الحرص على تقديم عمل فني مهني محترف مثلما كان يقدم في فترات سابقة..
ـ لا أقصد أن الفنانين قبل 20 و30 عاماً لم يكن المال يعنيهم إنما كانوا يجمعون بين البحث عن المال و”جودة” العمل، فيما الوضع اليوم بات “مادياً” صرفاً وأصبحت “الكثير” من الأعمال الفنية “تخلو” من المضمون والفكرة وبالتالي متدنية “الجودة”..
ـ تزامن تراجع “جودة” الأعمال الفنية العربية مع “انتشار” استخدام التطبيقات الإلكترونية التي تتيح للناس مشاهدة الأعمال الفنية “الأجنبية”، فانصرف كثير من المشاهدين “العرب” عن الأعمال الفنية العربية “متدنية” الجودة..
ـ الغريب أن القائمين على الأعمال العربية “منتجين ومؤلفين وممثلين” بدلاً من أن يحاولوا الارتقاء بأعمالهم “واستعادة” المشاهد العربي، واصلوا تقديم أعمال فنية “متدنية” ولعل برامج الموسم الرمضاني “الحالي” دليل واضح على تدني “جودة” الأعمال الفنية العربية..
ـ هل سيضع القائمون على الأعمال الفنية “العربية” أزمة كورونا سبباً “لتدني” أعمالهم؟ وهل سنقتنع بأن ذلك هو السبب، أم أن السبب “الحقيقي” هو رداءة الإنتاج؟