في معرض ما كتبه “أيان هارجريفز” عن الصحافة بأشكالها المتعددة، أن الثقافة الجديدة للأخبار تواجه مشكلة صعوبة تمييز الجيد من الرديء، ويرجع “هارجريفز” ذلك إلى سهولة الحصول عليها غالبًا بالمجان.
إذ إن هذا يجعلنا لا نقدر قيمتها، بالذات مع ظهور جيل غير معتاد على فكرة أن الأخبار تكلف مالاً، أضف مشاكل أخرى في نظري استجدت أخطر، تتمثل في خلط الجيد بالرديء وصعوبة تمييزه، مع تعدد منصات الخبر وكثرتها.
السيد هارجر أحد رواد الصحافة في بريطانيا، صدر له كتاب بعنوان مقدمة قصيرة عن الصحافة، ترجمة للعربية بدر الرفاعي وصدرت الطبعة الأولى منه 2011م، تطرق إلى الصراع بين مفاهيم حرية الصحافة واستقلالية الصحفيين، ودليل المحرر الذي على أساسه تنظر لجنة شكاوى الصحافة في بريطانيا، في الشكاوى المقدمة ضد الصحافة والصحافيين.
الآن الخبر ضاع دمه بين المنصات، بحيث يصلك دون أن تستطيع تحديد مصدره الأساس، فأنت تتلقاه معنعنًا، كل ناقل بصيغة حسب مهارة أدواته، وضمائر ونوايا وأهداف القائمين على نشره، لم يعد رديئًا ولا جيدًا بالمطلق، حيث اختارت له فوضى شبكات الاتصال اللامحدودة وضعف فهم وإيمان صناع محتواها بقيمة الصحافة، أن يكون خليطًا منهما، ليتورط المتلقي بعملية تفكيكه واستقراء سببه وما وراءه ويختبر صدقه.
كل منصات الأخبار بما فيها السوشال ميديا، في سباق لسرقة بعضها بعضًا، الأمر لا يحتاج أكثر من “عاجل نقلاً عن..”، تتساقط هذه العواجل على المتلقي يعزز بعضها بعضًا بالتواتر وليس بالتدقيق والمراجعة، عادة تضيع حقوق المصدر الأساس، أو يورطهم، صباح الغد لن تكون الصحيفة المطبوعة من بين هؤلاء، هي لم تكن في صدارة المتسابقين، لكنها لن تكون مع الذين تورطوا إذا ما كان الخبر مغلوطًا.
الذين يظهرون على أنهم صحفيون، دون أن يكونوا قد عملوا في أي شكل من أشكال الصحافة، لا يجب أن يتحمل الإعلام مسؤولية ما يطرحونه، أو يروجون له، هناك فرق بين الصحفي الذي عليه أن يلتزم مثلاً بدليل المحرر، وغيره ممن تمت استضافتهم ليعبروا عن آرائهم الخاصة، أو ما يريدون الترويج له، هؤلاء يجب أن يكونوا مادة للصحفي والوسيلة لا جزء منها، ولا من العاملين فيها.
مسؤولية أن يفرق المتلقي بين الصحفي وغيره في البرامج مثلاً، تقع على الصحفي نفسه، ومن يعينه على ذلك من يختار الضيوف ويعد الموضوع، ويدير الحوار ومن يحرس البوابة.
إذ إن هذا يجعلنا لا نقدر قيمتها، بالذات مع ظهور جيل غير معتاد على فكرة أن الأخبار تكلف مالاً، أضف مشاكل أخرى في نظري استجدت أخطر، تتمثل في خلط الجيد بالرديء وصعوبة تمييزه، مع تعدد منصات الخبر وكثرتها.
السيد هارجر أحد رواد الصحافة في بريطانيا، صدر له كتاب بعنوان مقدمة قصيرة عن الصحافة، ترجمة للعربية بدر الرفاعي وصدرت الطبعة الأولى منه 2011م، تطرق إلى الصراع بين مفاهيم حرية الصحافة واستقلالية الصحفيين، ودليل المحرر الذي على أساسه تنظر لجنة شكاوى الصحافة في بريطانيا، في الشكاوى المقدمة ضد الصحافة والصحافيين.
الآن الخبر ضاع دمه بين المنصات، بحيث يصلك دون أن تستطيع تحديد مصدره الأساس، فأنت تتلقاه معنعنًا، كل ناقل بصيغة حسب مهارة أدواته، وضمائر ونوايا وأهداف القائمين على نشره، لم يعد رديئًا ولا جيدًا بالمطلق، حيث اختارت له فوضى شبكات الاتصال اللامحدودة وضعف فهم وإيمان صناع محتواها بقيمة الصحافة، أن يكون خليطًا منهما، ليتورط المتلقي بعملية تفكيكه واستقراء سببه وما وراءه ويختبر صدقه.
كل منصات الأخبار بما فيها السوشال ميديا، في سباق لسرقة بعضها بعضًا، الأمر لا يحتاج أكثر من “عاجل نقلاً عن..”، تتساقط هذه العواجل على المتلقي يعزز بعضها بعضًا بالتواتر وليس بالتدقيق والمراجعة، عادة تضيع حقوق المصدر الأساس، أو يورطهم، صباح الغد لن تكون الصحيفة المطبوعة من بين هؤلاء، هي لم تكن في صدارة المتسابقين، لكنها لن تكون مع الذين تورطوا إذا ما كان الخبر مغلوطًا.
الذين يظهرون على أنهم صحفيون، دون أن يكونوا قد عملوا في أي شكل من أشكال الصحافة، لا يجب أن يتحمل الإعلام مسؤولية ما يطرحونه، أو يروجون له، هناك فرق بين الصحفي الذي عليه أن يلتزم مثلاً بدليل المحرر، وغيره ممن تمت استضافتهم ليعبروا عن آرائهم الخاصة، أو ما يريدون الترويج له، هؤلاء يجب أن يكونوا مادة للصحفي والوسيلة لا جزء منها، ولا من العاملين فيها.
مسؤولية أن يفرق المتلقي بين الصحفي وغيره في البرامج مثلاً، تقع على الصحفي نفسه، ومن يعينه على ذلك من يختار الضيوف ويعد الموضوع، ويدير الحوار ومن يحرس البوابة.