|


فهد الروقي
حطب الهنود الحمر
2020-05-09
“في ليلة تنصيب الزعيم الجديد لقبيلة الهنود الحمر، سأل أفراد القبيلة زعيمهم الذي لا يعرف شيئًا عن الأحوال الجوية، هل سيكون الشتاء باردًا هذا العام، فأجابهم نعم سيكون باردًا، اجمعوا الحطب، وبدأت القبيلة بجمع الحطب، وبعدها اتصل الزعيم بالأرصاد الجوية حتي يتأكد من معلومته، وسألهم، هل سيكون الشتاء باردًا هذا العام.
فأجابوا نعم، سيكون باردًا جدًّا، فأمر أفراد قبيلته بجمع كميات كبيرة من الحطب، وبعد مضي فترة من الزمن اتصل مرة أخرى بالأرصاد الجوية وسألهم، هل سيكون الشتاء باردًا هذا العام، فأجابوا نعم، سيكون باردًا جدًّا جدًّا، فأمر أفراد قبيلته بجمع كميات أكبر من الحطب حتي لم يعد هنالك أي حطب بالقرية..
وبعد مضي فترة من الزمن اتصل بالأرصاد الجوية حتي يتيقن من معلومته وسألهم، هل سيكون الشتاء باردًا هذا العام، فأجابوا نعم، سيكون الشتاء الأبرد علي الإطلاق، فسألهم من أين تستقون معلوماتكم؟ فأجابوا رأينا الهنود الحمر يجمعون كميات كبيرة من الحطب”..
هكذا تسير كثير من الأحداث في ساحتنا الرياضية، فالبداية تكون من خلال “حفلة استغباء” يحدث فيها أمر معتاد كإضرام النار عند الهنود الحمر، ومن بعدها يقاس على هذا العمل بأعمال مشابهة تنطلق بعدها الشائعات..
مثلا يحدث خطأ تحكيمي في مباراة ما يجيّر اللقب أو النقاط لأحد المتخاصمين أو المتنافسين، وهذا هو الحدث العام الطبيعي وغير الطبيعي هو ما سيأتي لاحقًا من تفسيرات موجهة غبية فيتم تجاهل أفضلية الفريق الفائز الميدانية وسيطرته شبه المطلقة على النزال
وأحقيته بالفوز، ويتم التركيز على الخطأ التحكيمي ويعتبر هو سبب الفوز مع تجاهل بقية الأسباب، بل تجاهل أن الفريق نفسه تعرّض أيضا لأخطاء مماثلة في نفس اللقاء أو في لقاءات أخرى ونجح في تجاوزها وانتصر على الخصم والحكم.
المضحك المبكي في الثقافة الرياضية السائدة أن مصادر المعلومات تستقى من بعضها بعضاً، فمصلحة الأرصاد بنت معطياتها على احتطاب الهنود الحمر وزعيم الهنود الحمر يأخذ معلوماته من مصلحة الأرصاد والضحية أبناء القبيلة والاحتطاب الجائر.

الهاء الرابعة
بقالي عزتي ياللي على اللي ما سواها تمون
وأظنك ما سمعت بعاشقٍ قلبه عصى وداسه
أنا الحطاب في قاعٍ جرد ما به شجر وغصون
حداه البرد والليل الطويل وشب في فاسه