|


بدر السعيد
دروس كورونا «8» ..
2020-05-10
وها نحن نصل إلى الأسبوع التاسع ونحن في ذات السياق ونفس المحور الذي بدأته بمقال “كأس كورونا” واستكملته بسلسلة “دروس كورونا”، على الرغم من يقيني أن اللسان والقلم سيعجزان عن حصر جميع الدروس والعبر الحاصلة من جائحة “كورونا”..
هذا اليوم قمت باستذكار تلك الفئات من البشر التي قدمت نفسها بشكل مؤسف بل مخزٍ في تعاملها مع محيطها الأسري والاجتماعي في ظل هذه الأزمة، فظهرت لنا تصرفاتهم وأقوالهم ببشاعة لا يمكن أن أتجاوزها أو أن أجد لها مبرراً أو تفسيراً سوى أن أصحابها منسلخون من المسؤولية وغارقون في بحر الأنانية واللامبالاة ومتشبثون بقشة الجهل..
تلك المخلوقات يا كرام كانت تسبح على عكس تيارنا الوطني الاجتماعي الصحي الأمني.. تلك المخلوقات كانت تجاهر بأفعالها وأقوالها المخالفة عبر لقطاتهم التي انتشرت في كل منزل.. تلك المخلوقات كان يدفعها التهور وحب الظهور لتقديم ما قدمته دون اكتراث لتبعاته.. وأعني بذلك كل من خالف التعليمات الحكومية الأمنية منها والصحية.. أولئك الذين تفاخروا تارة بجلب حلاق لمنازلهم أو بخروجهم في أوقات المنع أو لقاء صحبتهم و”شلتهم”، ضاربين بالقيم والأخلاق عرض الحائط وغيرهم من أقوام “الهياط”..
و على الرغم من يقيني ويقين الملايين بجودة التعليمات والتوجيهات الحكومية ونجاعتها في تحقيق الحد الأعلى من السلامة الصحية، إلا أني أتحسر على إفساد كل تلك الجهود التي تبذلها قطاعات الدولة حين يخالفها مخلوق يفترض أن يحقق الحد الأدنى من كونه “آدميًّا” فيخاف على نفسه وأسرته ومجتمعه.. لكنه ظهر على العكس من ذلك تماماً..
حديثي هنا لا يخص المجاهرين بأفعالهم المخالفة فقط، بل حتى أولئك “المتذاكين” الذين قاموا في بداية الأزمة باستغلال تصاريح التنقل بأسوأ ما يمكن لها من استخدام.. ويشاركهم في ذلك كل “وضيع” تاجر في تزوير التصاريح وبيعها.. إضافة إلى أقوام “الهياط” الذين يتباهون بالخروج من منازلهم وقت السماح ليعودوا لأسرتهم صباح اليوم التالي بعد أن أشبعوا غرورهم وجهلهم باجتماعهم مع أمثالهم من “الأنانيين” في استراحة أو مجلس أو مخيم هنا أو هناك..
لا أخفيكم يا كرام أن هذه الأزمة قامت بعمل “الفلتر” لكثير من الشخصيات في محيطنا الخاص والعام وأظهرت لنا بحق نوعية البشر بين مسؤول يعي معاني المصلحة العامة ويحافظ عليها، وبين “أهوج” تحكمت فيه أنانيته وصبيانيته وطيشه حتى بات لا يراعي إلا نفسه.. ونفسه فقط..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..