|


إبراهيم بكري
خوف اللاعبين من كورونا
2020-05-15
رهبة تسكن جسد كل لاعب، المستطيل الأخضر لم يعد مغرياً لهم كما كان، حالة من الخوف تسيطر على اللاعبين في مستوى العالم بعد الإعلان عن مواعيد استئناف المنافسات الرياضية المعلقة بسبب الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.
قلق اللاعب مبرر لأنه لا يمكن تطبيق “التباعد الاجتماعي” في الملاعب، كرة القدم تعتمد على الالتحامات الجسدية، حتى حائط الصد يلزمك على الالتصاق بجسد زميلك في الفريق، كثير من الإجراءات الوقائية المطبقة في أماكن التسوق والعمل من المستحيل تطبيقها في مباراة كرة قدم. الرهاب النفسي الذي يعيشه اللاعب لا يتعلق فقط بصحته، بل خوفه يمتد إلى أن يصبح مصدر العدوى لأفراد أسرته المحجورين في منازلهم .
“نحن نخاف أن نبدأ في ممارسة التدريبات بالنادي والمباريات لأنه لن نستطيع من خلالها تنفيذ أول وصايا الخبراء بالتباعد وترك المسافات، وبهذه الطريقة من الممكن أن نتعرض للمرض ونؤذي أهلنا وأصدقاءنا، وربما نساهم في إطلاق موجة جديدة من الوباء”.
هذا الكلام تصريح جماعي لنجوم فريق إيبار الإسباني والجهاز الفني نشر في بيان رسمي من الفريق. ونشرت رابطة الدوري الإسباني برئاسة خافيير تيباس، بيانًا للرد على مخاوف لاعبي إيبار يبرهن فيه اتخاذ الاحترازات اللازمة لضمان عودة المنافسات الرياضية دون أي أضرار صحية. وقال البيان: “خوض مباريات كرة القدم سيكون أكثر أمنًا من الذهاب للتبضع أو لشراء الأدوية، نحن نتخذ جميع التدابير للمحافظة على سلامة اللاعبين ولا داعي للخوف أو القلق”. وفي نفس السياق اللاعب سيرجيو آغويرو نجم مانشستر سيتي يقول: “غالبية اللاعبين يشعرون بخوف شديد، لأن لديهم عائلات وأطفال ورضع، أنا نفسي أشعر بالخوف وأعيش مع صديقتي منعزلين متباعدين على الجميع. الأمر ليس بهذه البساطة بالنسبة للاعبين، لأن لديهم خوفًا دائمًا من إمكانية نقل العدوى إلى ذويهم، ولهذا سيكون هو وزملاؤه على درجة كبيرة من التوتر والحذر في حال العودة إلى الملاعب”.

لا يبقى إلا أن أقول:
هنا يأتي دور إدارات الأندية الناجحة من خلال الاهتمام بالتأهيل النفسي للاعبين، ما يجعلك تشعر بالقلق أن الأندية السعودية لا تؤمن بدور الطبيب النفسي في الرياضة، وفي هذه الظروف الحرجة قد ينخفض المستوى الفني لكثير من اللاعبين بسبب خوفهم من فيروس كورونا. أقترح على وزارة الرياضة أن تنسق مع وزارة الصحة لإطلاق برنامج تأهيلي للاعبين من الناحية الصحية والنفسية قبل عودتهم للملاعب. هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..