|


فهد الروقي
تنفّست الكرة
2020-05-19
رغم أن جائحة كورونا ابتلاء ومحنة من رب الكون أصيبت به المعمورة فتعطلت الحياة وتوقفت وخلا الفضاء من الطائرات والبحار من البوارج والبواخر والسفن، وحتى مراكب الصيد الصغيرة والطرقات من السيارات والقطارات والناقلات والشاحنات، إلا ما كان لضرورة قصوى واطفأت مكائن المصانع والآلات كلها إلا ما ندر.
وكان لهذا التوقف فائدة عظيمة للأرض بعد أن ضاقت ذرعًا بنا وبمصانعنا وبعوادم مركباتنا، حتى كادت تتلوّث وتصبح غير صالحة للعيش، حيث تنفست الأرض من جديد في فترة التوقف التي تجاوزت الشهرين أو الثلاثة في البلدان المصابة والتي توزعت على اليابسة، خصوصا قارتي آسيا وأوروبا أكبر القارات وأكثرها بشرًا وعملاً وتطورًا.
العالم يعيش حاليًا في مراحل الوباء الأخيرة وبدأت كثير من الحكومات في التحرر من قيود الاحترازات الضرورية تدريجيًّا وعادت معها كرة القدم “متنفس الشعوب” للحياة مرة أخرى، وكان عصر يوم السبت الماضي يشهد تاريخًا جديدًا في عمر هذه الرياضة، حين لعبت أول مباراة بعد العودة وعلى الأقل بالنسبة لي في “ديربي الرور” في الدوري الألماني، و”الرور” نهر يفصل بين مدينتي شالكة ودورتموند، ونهر حياة الكرة الصغيرة عاد للجريان مرة أخرى.
وبطبعي من النادر جدًّا أن أشاهد التلفاز في نهار رمضان ومتابعة مباريات كرة القدم، لكن شوقي لكرة القدم جعلني أتابع جزءًا لا بأس به من مباراة شالكة وبروسيا دورتموند، رغم أن المباراة لم تكن عالية المستوى وافتقدت للإثارة والندية حتى وهي تنتهي برباعية صفراء أبقتهم في صراع المنافسة مع زعيم الكرة الألمانية، ومع عودة الدوري الألماني وفق احتياطات سلامة كخوض المباريات دون جماهير ومنع التقارب الجسدي في الاحتفال وارتداء كمامات طبية للقابعين في بنك الاحتياط بدأت الفرق الأوروبية في أكثر من دولة وعلى رأسها إيطاليا - من أكثر الدول تعرضًا وتضررًا من الفيروس - في الاستعدادات لاستكمال المنافسات الكروية خلال الأيام القليلة القادمة.
محليًّا سنكون من أواخر الدول في استئناف المنافسات الكروية على حسب المواعيد الأولية في الثلث الأخير من شهر أغسطس، وهو موعد بدء المنافسات المعتادة سابقًا، وأتوقع أن سبب التأخير هو زيادة في الحرص من قبل الجهات ذات الاختصاص بالتعاون مع وزارة الرياضة واتحاد القدم، ولو كان أبكر من ذلك لاستقام الحال، ولكن لا مانع من الحذر.

الهاء الرابعة:
‏حفظني أبوي معلومة أساسية
‏أكارم القوم تعفو عن دناياها
‏وعلمني أنسى الردا وأزين النية
‏ولا أشوف الأوادم من زواياها