|


فهد الروقي
إنهم يعبثون
2020-05-22
امتلأ الفضاء ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف بثقافة الضجيج الصفراء، يساعدهم في ذلك إمبراطورية إعلامية مشاهدة يمتلكونها وتنفذ أجندتهم بدقة عالية وبتوجيهات واضحة، ولو أن الأمر معني بعاطفة إعلامي لا يقدر حجم مسؤولية قلمه وصوته، أو مشجع يرى ناديه بمكانة والديه ويريد أن يكونا الأفضل لما سال مداد الهاءات لكن الأمر تطوّر،
وعادوا للتاريخ غير المعاصر من السواد الأعظم من المتابعين الحاليين، وبدلاً من عبارة “التاريخ يكتبه المنتصر” أصبح تاريخنا الرياضي يكتبه المدلس وصاحب الهوى وكل من هبّ ودب.
إنهم يمارسون العبث بتاريخنا الرياضي دون رادع أو خجل أو حتى خوف من محاسبة تمنع كل هذا وتضع الأمور في نصابها.
سنوات طويلة وهم مثل بقية الساحة يقرون بالبطولات الرسمية لفريقهم ولمنافسيه وبألسنتهم وأقلامهم ووثائقهم ما يثبت ذلك وكثير منها قبل سنتين أو أكثر منها قليلاً، ولكنهم يبدو أنهم اجتمعوا “قروبيّا” وقرروا أن يجعلوا من ثمانية ألقاب للدوري سبعة عشر.
هكذا هم قرروا دون حياء أو خوف ولا يعنيهم بعد ذلك تشويه التاريخ أو طمس معالمه أو حتى كمية التناقضات التي حدثت ولا أن يكون للدوري الواحد في نفس العام أكثر من بطل.
حراج البطولات الذي يسعون لترسيخه ويقاتلون على ذلك هو أسلوب غير مستغرب من ثقافة الضجيج التي يبرعون فيها، ويكفي أن فريقهم هو الوحيد تقريبًا “غير معروف الملامح” والتي تحيط به الأسئلة في كل مراحله خصوصًا التاريخية على عكس غالبية الأندية.
هو النادي الذي لا يعرف مؤسسه الحقيقي فتارة يقال أبناء الجبعاء وتارة أحمد البربري وأخرى عبد الله مختار وغيرها وغيرها، وهذا الاختلاف هم من يثبتونه حتى إن حاولوا آخر سنتين من الاتفاق على رأي واحد ونسف آرائهم المثبتة سلفًا،
ثم إن تاريخ تأسيسه أيضًا غير ثابت فهناك وثائق تؤكد أنه مؤسس في تاريخ غير التاريخ المعلن حاليًا،
حتى أن وجوده بين الكبار غير واضح الملامح بعد حادثة تحكيمية شهيرة.
مثل هذا العبث يجب أن يوقف من خلال المؤسسات الرسمية بإصدار توثيق للبطولات الرسمية وقطع الطريق على كل صاحب هوى.
الهاء الرابعة

نحوي أراكَ قصدتَ سيرَكَ في عَجَلْ
والكلُّ نحوكَ يلهثونَ من الأزلْ
عجَّلتَ خطوكَ للأسيرِ تفكُّهُ
وتُطرِّزُ المعنى بألوانِ القُبَلْ