|


بدر السعيد
دروس كورونا (10) ..
2020-05-23
تستمر الجائحة وتستمر معها سلسلة المقالات.. وفي أسبوعنا الحادي عشر سيكون الحديث مختلفاً بعض الشيء لتزامنه مع مناسبة عيد الفطر المبارك الذي يحل علينا هذه المرة بشكل مختلف وذكرى مزعجة في بعض جوانبها..
يحل علينا عيد الفطر المبارك هذه المرة ونحن في بيتونا منذ شهرين وأكثر.. كنا خلالها وما زلنا منشغلين في الاهتمام بأنفسنا وبمتابعة مستجدات الجائحة محلياً ودولياً وفي تلبية احتياجاتنا المنزلية والأسرية وغيرها من الاهتمامات المتشابهة بين مختلف أفراد المجتمع طوال فترة بقائنا في المنازل.. ومع حلول العيد كان لزاماً علينا أن نشير بكل حب واهتمام ووفاء إلى من لم يكونوا في بيوتهم مثلما كنا..
بينما كنا في بيوتنا طوال تلك الفترة فقد كان هناك رجال لا يغمض لهم جفن وهم يراقبون ويتابعون ويسهرون على أمن الوطن والمواطن داخلياً.. فكم من عمليات القبض والمداهمة وإحباط الجرائم التي قام بها أبطال الأمن الذين لم يكونوا مثلنا في بيوتهم..
وبينما كنا في بيوتنا كان رجال الحدود والجمارك يحققون العديد من الإنجازات الوطنية في كشف وإفشال العديد من محاولات تهريب المخدرات والمحظورات إلى وطننا الغالي، إذ إنهم حينها لم يكونوا في بيوتهم مثلنا..
وبينما كنا في بيوتنا كان شجعان الصحة يتناوبون ليل نهار في مختلف المواقع لمكافحة الفايروس مرة بالتقصي وأخرى بالعلاج وقد حرموا كثيراً من الجلوس مع أهلهم في بيوتهم خلاف ما كنا ننعم به..
وبينما كنا في بيوتنا كان الشرفاء من رجال التجارة يؤدون أعمالهم بكل تفان وإتقان في سبيل الحفاظ على حقوق المستهلك وحماية مقدراته من الغش والتخريب والقرصنة والاحتكار.. كانوا ينتقلون من مكان لآخر بينما كنا متكئين في بيوتنا..
وبينما كنا في بيوتنا كان هناك الكثير من المتطوعين والمطوعات يقدمون أرقى عناوين التكافل والعمل الاجتماعي الجماعي في مختلف بقاع وطننا المتسع الشامخ..
تعمدت أن أترك الخاتمة لرجال العز والشرف.. تعمدت أن أختمها بمسك الختام أبطال الحد الجنوبي الذين يقضون العيد تلو العيد والمناسبة تلو الأخرى وهم في جهاد ورباط لحماية أرضنا الطاهرة والدفاع عن مقدساتها.. أولئك يا كرام لن تكفيهم أحبار المطابع كافة لإيصال عظيم شكرنا وامتناننا وفخرنا بهم..
قبل الختام أرفع أجمل عبارات التهنئة وخالص الدعوات لكل سعودي وسعودية وكل مسلم عاش لحظة العيد بأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يعيده علينا ونحن بأحسن حال..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..