|


تركي السهلي
مال الحكومة
2020-05-23
أعطت الحكومة الإسبانية الضوء الأخضر لعودة منافسات الدوري مطلع الأسبوع المُقبل. وكانت حكومة ألمانيا الاتحادية منحت إشارة البدء للركض الكروي هُناك. وفي إنجلترا، حذّر أعضاء في مجلس العموم البريطاني من عجز عشرة أندية في الدرجتين الأولى والثانية عن الاستمرار بسبب الأوضاع المادية المتردّية، وخطورة التراجع المالي بسبب فيروس “كورونا”، ما يجعلها تُدار من قبل هيئات محليّة لا شركات، وخروجها من معادلة الملكية الخاصة وبالتالي تأثرها الشديد على صعيد التواجد.
وفي دول من قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية، آثرت الحكومات إلغاء المسابقات لعجزها عن تحمّل التكاليف أو الخوف من تفشي المرض بين الناس على نحو أكبر مما هو حاصل في فترة الشهرين الماضيين المتوقفة فيهما الأنشطة الرياضية.
وبالنظر إلى المسألة بعمق، فإنه لا يمكن الفصل بين الأداء السياسي وقرار العودة لميدان كرة القدم، وأنه لا الاتحادات الأهلية ولا الروابط تستطيع الفصل في الأمر مهما كانت الضغوط. ومع استمرار الأيّام في البعد عن الممارسة، ظهرت على السطح هشاشة الأندية المتوسطة والصغيرة في أوروبا وغيرها، وضعفها أمام الخسائر، وحاجتها الشديدة للضخ المالي من قبل الحكومات مهما كانت درجة استقلاليتها المالية. والأمر يُظهر بوضوح أن الأندية مهما بلغت من قوة ستظل مربوطة بالأداء الاقتصادي لبلدانها ومدى إجراءاتها الحمائية في ذلك.
ونحن في السعودية لسنا بمعزل عن العالم، بل ربما نكون أكثر الأمثلة وضوحاً على صعوبة أداء الأندية دون مال الحكومة. وبالنظر إلى الإجراءات المُتّخذة من السُلطة السياسية، ومنها إعادة توجيه خمسين مليار ريال كانت مُخصصة لثلاثة قطاعات من بينها الرياضة، إلى جهات على مواجهة مباشرة مع الجائحة في حاجة إلى صرف أكثر، فإن الصورة ستكون أدقّ حين ننظر بزوايا ذات بُعد أشمل. ودون أدنى شك فإن الأمر كُلّه سيكون مرهونًا لما ستمنحه وزارة الرياضة للأندية من مال وهي ستبقى على عهدها بتولية القطاع الرياضي الاهتمام الكافي. وانطلاقاً من الموعد المُحدّد للعودة أواخر أغسطس المقبل فإننا على يقين أن الجهاز لن يتخلّى عن دوره في تغذية الأندية بالأموال والتزامه باستمرار مشروع الدعم والتمكين. لكن علينا ألا ننتظر حزمة أكبر على الأقل فيما تبقى من أشهر هذا العام، الذي ستبقى فيه آثار الفيروس على الأصعدة كافة، وأن نضع أيدينا مع كل ما يطرأ على الأداء من تراجع حتى نعبر الممر الصعب المطوّق للعالم من شرقه إلى غربه، وألا نستمع إلى الأصوات المُنطلقة من حناجر العاطفة.