قبل سنوات قريبة.. أم تدور في الأسواق أغلب أيام شهر رمضان بحثًا عن ملابس عيد الفطر لطفلها ابن الخمسة أعوام.. مرة تتأخر على تجهيز السحور وتارة تضطر إلى تقديم الإفطار بعد صلاة التراويح.
تسابق الزمن لتركيب توليفة لصغيرها.. ويأتي يوم العيد.. توقظه.. تزين وحيدها بالهندام.. تلتقط صورًا تذكارية.. تحضتنه بدفء.. بعدها تنطلق إلى الإستراحة، حيث احتفالات أهلها.. تدخل ممسكة بيد طفلها المتأنق.. وكأن وجدانها يقول لها لا تتركيه لكن مغريات “سواليف العيد” بين النساء، فرق ما بينهما قبل أن تخلع عباءتها.. فهذه تسألها عن فستانها وتلك عن حقيبتها وثالثة، تريها زينتها وإكسسواراتها.. أجواؤهن ولا تستطيع تبديلها.. لم تقاوم الأم هذه المغريات.. دخلت في ضحكات مع قريباتها.. تتحسس الكرسي على يمينها بحثًا عن طفلها دون أن تلتفت لا تريد أن تضيع ثانية من أطراف الحديث.. عيناها قبل آذانها مشغولتان في الاستماع لقريبتها.. تقاطعها بأنها لجعلها تشاهد طفلها بملابس العيد.. لم تجده.. شيء في نفسها يوقفها.. العرق يتصبب.. المكياج يسيح.. سيدة “غير مبالية” تقول لها: “ما عليك تلقينه يلعب مع الصغار برا.. ترانا عيد خليه ينبسط”.. قبل أن تمسح وجهها صوت من بعيد يصرخ.. “الحقوا فيه طفل غرقان في المسبح”.. الكعب لم يقف عائقًا أمام خطوات الأم وقريباتها تلبية للنداء عندما وصلت.. صغيرها بزينته وجزمة العيد و”طاقية الجنيهات” يطفو.. غريقًا.. فلقد مات.. قصة واقعية كنت شاهدًا على زمنها..
حوادث عدة تمرّ علينا في أيام العيد، سمعناها وشاهدناها على مر الأعوام.. طفل يلقى حتفة بسبب ألعاب نارية، وآخر يفقد عينه، وعائلة تذهب ضحية حادث سيارة في سفرها.. فبات العيد يشكل ذكرى حزينة لهم.. محبوهم وذووهم يرددون في كل عيد “بأي حال عدت يا عيد”.. المكلوم والمصاب يتذكر أيامًا عصيبة خطفت الفرحة في يومها..
صديق، يستمتع في العيد مع عائلته في زمن الكورونا.. يركض.. يصور.. يرقص.. زينته كاملة.. عائلته جعلت المنزل تحفة.. الحلويات تملأ الطاولات.. الهدايا تغطي الزوايا، كحال بقية الأسر في السعودية التي احتفلت بالعيد في منازلهم كإجراء وقائي لتجنب العدوى بالفيروس.. وقبل أن يقضي على علبة “الماكنتوش”، يقول في سنابه: “ما يصير عيد واحنا بعيد وما طلعنا نسلم أو نحتفل”..
أقول لهذا الصديق ومن يسر على نهجه وفكره.. العيد سيمرّ علينا وستأتي أعياد وأعياد بإذن الله، وسنذكر بأننا تغلبنا على الوباء بالتكاتف، ونستمتع بصورنا في المنازل والذكرى الجميلة والمختلفة.. ولكن كيف تنسى الأم المكلومة طفلها الغريق في كل عيد يمر.. والعائلات التي فقدت أحبابها.. العيد ارتبط بذكرى مؤلمة أعانهم الله..
علينا أن نكون حامدين شاكرين لنعمه سبحانه وندرك بأن هذه الغمة ستزول يومًا.. العيد ليس بالخروج والصخب، ولكن وقعه في النفوس أبلغ ولو كنا في منازلنا.. وكل عام وأنتم بخير..
تسابق الزمن لتركيب توليفة لصغيرها.. ويأتي يوم العيد.. توقظه.. تزين وحيدها بالهندام.. تلتقط صورًا تذكارية.. تحضتنه بدفء.. بعدها تنطلق إلى الإستراحة، حيث احتفالات أهلها.. تدخل ممسكة بيد طفلها المتأنق.. وكأن وجدانها يقول لها لا تتركيه لكن مغريات “سواليف العيد” بين النساء، فرق ما بينهما قبل أن تخلع عباءتها.. فهذه تسألها عن فستانها وتلك عن حقيبتها وثالثة، تريها زينتها وإكسسواراتها.. أجواؤهن ولا تستطيع تبديلها.. لم تقاوم الأم هذه المغريات.. دخلت في ضحكات مع قريباتها.. تتحسس الكرسي على يمينها بحثًا عن طفلها دون أن تلتفت لا تريد أن تضيع ثانية من أطراف الحديث.. عيناها قبل آذانها مشغولتان في الاستماع لقريبتها.. تقاطعها بأنها لجعلها تشاهد طفلها بملابس العيد.. لم تجده.. شيء في نفسها يوقفها.. العرق يتصبب.. المكياج يسيح.. سيدة “غير مبالية” تقول لها: “ما عليك تلقينه يلعب مع الصغار برا.. ترانا عيد خليه ينبسط”.. قبل أن تمسح وجهها صوت من بعيد يصرخ.. “الحقوا فيه طفل غرقان في المسبح”.. الكعب لم يقف عائقًا أمام خطوات الأم وقريباتها تلبية للنداء عندما وصلت.. صغيرها بزينته وجزمة العيد و”طاقية الجنيهات” يطفو.. غريقًا.. فلقد مات.. قصة واقعية كنت شاهدًا على زمنها..
حوادث عدة تمرّ علينا في أيام العيد، سمعناها وشاهدناها على مر الأعوام.. طفل يلقى حتفة بسبب ألعاب نارية، وآخر يفقد عينه، وعائلة تذهب ضحية حادث سيارة في سفرها.. فبات العيد يشكل ذكرى حزينة لهم.. محبوهم وذووهم يرددون في كل عيد “بأي حال عدت يا عيد”.. المكلوم والمصاب يتذكر أيامًا عصيبة خطفت الفرحة في يومها..
صديق، يستمتع في العيد مع عائلته في زمن الكورونا.. يركض.. يصور.. يرقص.. زينته كاملة.. عائلته جعلت المنزل تحفة.. الحلويات تملأ الطاولات.. الهدايا تغطي الزوايا، كحال بقية الأسر في السعودية التي احتفلت بالعيد في منازلهم كإجراء وقائي لتجنب العدوى بالفيروس.. وقبل أن يقضي على علبة “الماكنتوش”، يقول في سنابه: “ما يصير عيد واحنا بعيد وما طلعنا نسلم أو نحتفل”..
أقول لهذا الصديق ومن يسر على نهجه وفكره.. العيد سيمرّ علينا وستأتي أعياد وأعياد بإذن الله، وسنذكر بأننا تغلبنا على الوباء بالتكاتف، ونستمتع بصورنا في المنازل والذكرى الجميلة والمختلفة.. ولكن كيف تنسى الأم المكلومة طفلها الغريق في كل عيد يمر.. والعائلات التي فقدت أحبابها.. العيد ارتبط بذكرى مؤلمة أعانهم الله..
علينا أن نكون حامدين شاكرين لنعمه سبحانه وندرك بأن هذه الغمة ستزول يومًا.. العيد ليس بالخروج والصخب، ولكن وقعه في النفوس أبلغ ولو كنا في منازلنا.. وكل عام وأنتم بخير..