|


د.تركي العواد
صحافة كورونا
2020-05-25
كل عام وبلدنا الطاهرة بخير.
كل عام وقيادتنا الرشيدة بصحة وسلامة..
وعيد مبارك لكل فرد من أفراد الشعب السعودي الكريم.
عيدنا هذا العام مختلف، يأتي وسط غموض مخيف وضبابية غير مسبوقة، فالعالم يسير إلى المجهول بعد أن توقفت كل الحلول. عشنا أيامًا طويلة مع أنفسنا نقلب الأمور فخرجنا بفهم أعمق لأنفسنا ومن حولنا.
عرفنا أن المواطن السعودي الأغلى على وجه الأرض، عرفنا أن الإنسان يأتي أولاً عند مليكنا وولي عهدنا وحكومتنا. ملكنا والد حنون يقدم سلامة أبنائه على كل المصالح.
يأتي العيد لنكتشف أننا أصبحنا أشخاصًا مختلفين، بدأنا ننظر للحياة باحترام أكبر. المفحطون بدؤوا يرون الشارع بشكل مختلف، والمدخنون يراجعون حساباتهم، أما محبو الدهون والسكر المُسكر فتراجعوا خطوتين وألقوا نظرتين وسألوا سؤالين: متى نتوقف؟ ومتى نبدأ؟
في الإعلام الرياضي نحن بحاجة إلى مراجعة خطابنا، فالكذب والتضليل والحمية للنادي يجب أن تصبح من الماضي. أخلاقيات الصحافة بحاجة للاحترام والتقدير. عندما تدرس الصحافة تجد فصلاً كاملاً عن أخلاقيات الصحافة في كل مادة، فلا صحافة بلا أخلاق. الصحفي مثل الطبيب والمحامي، بلا أخلاق يصبح خطيرًا جدًّا على المجتمع.
يجب أن نتعلم الحياد والموضوعية والمصداقية.. ونتوقف عن التشهير ونحترم الخصوصية. الخطاب التحريضي ضد الأفراد والكيانات انتهاك صارخ لكل الأخلاقيات. العدل والمساواة والمسؤولية الاجتماعية مبادئ أساسية في مهنة المتاعب.
الغضب والعدائية تملآن ساحات الصحافة الرياضية، الولاء للنادي أكبر من الولاء للصحافة. عندما يتحول الصحفي إلى أداة متطرفة تقصف كل مخالف، فإننا نقف أمام نوع رديء من الصحافة. صحافة الألوان والأندية .. صحافة الحب والكراهية.. صحافة إغاظة الخصوم ليست صحافة محترفة.
هل سنتغير بعد كورونا، أم أن الحجر جعلنا أكثر عصبية؟
تطورت كرة القدم السعودية كثيرًا وأصبحت محط أنظار العالم العربي. ما أتمناه أن ترتفع الصحافة الرياضية لمستوى الحدث وتصبح أداة جذابة تعكس النقلة الكبيرة التي حدثت في الرياضة المحلية. رغم كثرة الأصوات النشاز لدينا نماذج مشرفة، استطاعت المزج بين المتعة والإثارة والمهنية، أثبتت أن الإثارة يمكن ألا تكون مبتذلة، وأن هناك من تخطى الإثارة السقيمة و”العالمية صعبة قوية” و”شخبار الضغط”.