|


فهد الروقي
انقشعت الغمة
2020-05-27
كنت وما زلت على يقين بأن عودة الحياة إلى طبيعتها بعد جائحة كورونا التي غزت العالم بأسره وقلبت موازينه رأسًا على عقب ستكون تدريجيًّا كما بدأت..
وقد جاء فجر العيد الثالث بمثابة البشارة التي انتظرناها طويلاً وأعطت للعيد رونقًا جميلاً وطعمًا مختلفًا زاده جمالاً على جماله وحلاوة أخرى على حلاوته ببدء رفع الإجراءات الاحترازية وفق خطة زمنية مدروسة ومقننة، تبدأ من الغد ولمدة ثلاثة أيام، حيث بالإمكان للمرء أن يتحرك ويخرج لقضاء حوائجه من الساعة السادسة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، ثم تبدأ بعدها المرحلة الثانية ولمدة عشرين يومًا وتبدأ من الأحد الثامن من شوال وحتى الثمانية والعشرين منه ويرفع فيه منع التجوّل من الساعة السادسة صباحًا وحتى الثامنة ليلاً، وفي هذه المرحلة تعود الجوامع بالجمع والجماعة وفق احترازات مشددة، حيث يبعد كل مصل عن الآخر مترين وكل صف عن الآخر صفين ووفق ضوابط زمنية لفتح الجوامع وإغلاقها والمدة الفاصلة بين الأذان والإقامة وكذلك السماح بعودة الموظفين في القطاعات الحكومية والأهلية ومعها المطاعم والمقاهي والأسواق والرحلات الداخلية، على أن يسمح بالتنقل بين المدن والمحافظات بالمركبات خلال فترة السماح بالتجول مع منع النشاطات التجارية التي لا تحقق التباعد الجسدي كصوالين الحلاقة للرجال والمشاغل النسائية وصالات السينما وغيرها.
اختصارًا لكل هذا فالفيروس مازال موجودًا وأرقام الإصابات اليومية بالآلاف وكل ما في الأمر أن الإنسان أصبح متحملاً لمسؤوليته وعليه تقع حماية نفسه بالدرجة الأولى، وعليه أن يكون حذرًا ويبتعد عن الاختلاط بالآخرين إلا وفق التباعد المطلوب، على أن يستمر في حرصه على تطبيق توجيهات وزارة الصحة بالنظافة العامة، خصوصًا لليدين وبشكل مستمر وبالطريقة السابقة واستعمال المعقمات الطبية وارتداء الكمامات الواقية، ففي نهاية المرحلة الثانية سيكون هناك تقييم شامل، فإما العودة للحياة الطبيعية في حال استمررنا في سياسة الحذر وطبقنا التعليمات بحرص شديد وأظهرنا للعالم أننا مجتمع مثقف وواع، أو نعود للحجر المنزلي مرة أخرى، حينها قد تكون الأمور على وشك الخروج عن السيطرة.

الهاء الرابعة
‏عادت لأفئدةِ الأنامِ حياتُها
‏لمّا دعَتْنا للحياةِ مساجدُ
‏وكأننا مِن قبلُ أسماكٌ رعَتْ
‏قَفْراً، وهاهيَ للبِحارِ عوائدُ