|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2020-05-28
اليوم موعد تغريدات الطائر الأزرق “تويتر”، لن أختار منها ما له علاقة بكورونا، إلا تغريدة واحدة عن تصريح لوزير إندونيسي نشرته صحيفة الشرق الأوسط “وزير إندونيسي: كورونا مثل زوجتك.. تحاول السيطرة عليه ثم تضطر للتعايش معه”، قد ينطبق كلام الوزير على الكثير منا، وهو كلام واقعي، لا أقصد طبعاً التعايش مع كورونا بل التعايش مع الزوجة، التعايش حل واقعي، والواقعيون هم الأكثر سلامة على وجه الأرض.
المخرج المصري عمر عرفة وصف وسائل التواصل في تغريدة غاضبة: “أسوأ اختراعين في تاريخ البشرية.. السلاح لأنه سمح للجبان بقتل الأبطال، ووسائل التواصل لأنها سمحت للجاهل بشتم أصحاب الفكر”، أتفهم غضب عمر عرفة، لكن أصحاب الفكر قد يشتمون في سوق خضار، ما فعلته وسائل التواصل أنها نشرت هذه الشتائم بعد أن كانت محصورة في مساحة ضيقة، ماجد الماجد غرد بما قد يجلب لنا السعادة إذا ما حددنا تمامًا مسبباتها على أن نكون واقعيين ونبتعد عن فكرة إصلاح العالم، ماجد غرد عن ما تجلبه الشوكولاتة من سعادة عند بعضهم، لكنه اختار أسماء معروفة: “المخرج جيرارد ترومان: طالما كان هناك شوكولاتة فسيكون هناك سعادة، أما المصممة كاترين آيتيكن فتقول: الشوكولاتة أرخص من العلاج ولا تحتاج إلى موعد”. لو أنني قرأت ما قاله المخرج جيرارد والمصممة آيتيكن قبل 20 عامًا لضحكت مستهزئًا لأنني حينها انشغلت في محاولة إثبات أن كل البشر طيبون والسعادة تكفي لنا جميعًا، أما أسباب المشاكل فمصدرها في سوء التفاهم وسوء التعبير ليس إلا.. اليوم أرى أن الشوكولاتة هي الطيّبة فعلًا لأنها تشعرك بالسعادة بتكلفة زهيدة، حساب شكسبير غرد دون أن نتأكد من أن تغريدته اقتباس لما قاله شكسبير أم من تأليف صاحب الحساب، لا يمنع ذلك من أن التغريدة لامست العديد من المتابعين بغض النظر عن قائلها: “يتغير الإنسان في حالتين: إذا زاد وعيه، أو كُسر قلبه”، بعض الشخصيات قليلة الحديث في المجالس والصالونات وتفضل الصمت والاستماع على الكلام، لكنها وفي أحيان نادرة تتخلى عن صفتها وتختار حديثًا يحتاج إلى لياقة عالية في الشرح أو الأداء، فتوقع نفسها بما يؤلمها ويصنع حزنها، هذا ما غرد به الدكتور حسن النعمي الذي مازال يكتب يومياته وينشرها على تويتر: “قادني الحديث مع صديقي قيس إلى موقف غريب، حكى لي أنه كان في مجلس مع أناس لا يعرف جلهم، لكن بدا له أن قول نكتة ضمن سياق الجلسة - وهو نادرًا ما يتحدث في المجالس - يقول بعد أن أنهيت النكتة ساد صمت مريب، وربما عدم مبالاة، ولمحت من بعيد أحدهم يضع ابتسامة غير مريحة على وجهه، ثم تنهد قيس بحرقة وقال: كانت هذه أغرب وأقسى لحظة مرت بي، ألا تبًا لمن يؤذي القلوب، ثم سرح بعينيه في الفراغ، فلمحت فيهما ألمًا دفينًا”..